أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين، أمس الأربعاء، خلال قمة “ميدايز” للاستثمار، على أن المغرب، بالنظر إلى موقعه الجيواستراتيجي المهم على مفترق الطرق بين شمال وغرب إفريقيا، يعد فاعلا مركزيا في الدينامية القارية، ويمثل بوابة لإفريقيا.
ففي كلمة له بهذه المناسبة، أكد المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، عادل صديقي، أن المملكة المغربية شهدت خلال حوالي 20 سنة تحولا كاملا بفضل الإنجازات التي كانت ثمرة للرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يعطي أساسا متينا للنهضة الاقتصادية.
وأبرز، في هذا السياق، الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة، مما يتيح رؤية واضحة للمستثمرين الوطنيين والدوليين.”
وشدد صديقي، على أن المغرب ملتزم بإحداث بنية تحتية بأفضل المعايير العالمية، مما يسمح له بالحصول على أول شبكة مطارات في إفريقيا، وأول خط فائق السرعة في القارة، وواحد من أفضل شبكات الطرق السيارة في القارة، بالإضافة إلى الاقتصاد المنفتح الذي يتمتع به من خلال اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع 50 دولة، مع سوق يتسع لمليارين ونصف المليار مستهلك.
من جانبه، أشار المدير العام لـ”مزارز” المغرب، عبدو ديوب، إلى أن وضعية البوابة أو بوابة العبور لا يمكن تحديدها، بل يتم بناؤها من خلال استراتيجيات ورؤية، وهو ما “قام به المغرب ببراعة، حيث بنى الربط المينائي والجوي والبري، وكذلك توصيل الكهرباء والعمل أيضا على توصيل الغاز”.
وأبرز أنه لتطوير الارتباط الاقتصادي، لا بد من تطوير الارتباط المالي والصناعي، وهو ما يجعل المغرب المنصة الأنسب لتطوير الأعمال في القارة الإفريقية.
وأشار المدير العام لمجموعة “رونو المغرب”، محمد بشير، إلى أن المغرب أنجز عددا كبيرا من المشاريع الهيكلية الرامية إلى تسهيل استقبال المستثمرين الأجانب بالمغرب، سواء في مجال البنيات التحتية والموانئ والسكك الحديدية، والطرق السريعة والمناطق الحرة، التي أتاحت لمجموعة “رونو” تحقيق 3.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، وإنتاج 350 ألف سيارة سنة 2022، تم تصديرها إلى 70 دولة.
وأكد أن صناعة السيارات هي الصناعة التصديرية الرائدة في المغرب، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فإنها ستحقق هذه السنة 130 مليار درهم من حيث الصادرات، وهو ما يمثل 29 في المائة من إجمالي صادرات المغرب.
ويلتئم في منتدى “ميدايز ” ، المنظم تحت الرعاية للملك محمد السادس، أكثر من 200 متدخل رفيع المستوى، من بينهم رؤساء دول وحكومات وصناع قرار سياسي ومدراء شركات عالمية كبرى وشخصيات دولية رفيعة، وأكثر من 5000 مشارك من نحو مائة دولة.