إثر الزلزال العنيف الذي هزّ إقليم الحوز وغيرها من المناطق بالتراب المغربي، أول أمس الجمعة 8 شتنبر الجاري، أبدت العديد من الدول الشقيقة والصديقة استعدادها لتقديم دعم كبير في مجالات البحث والإنقاذ والمساعدة الطبية.
وأوقع هذا الزلزال ما يفوق الألفي قتيل ومئات الجرحى، الأمر الذي أثار موجة تضامن واسعة عبر العالم.
دعم واسع
وفي غضون ذلك، وصل فريق إغاثة تابع لمؤسسة إسبانيا، أمس السبت إلى مراكش، لدعم جهود الإنقاذ والإغاثة المستمرة، بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أعرب فيها عن “كل التضامن والدعم لشعب المغرب”.
وبثت وزارة الدفاع الإسبانية ووحدة الطوارئ العسكرية، مقاطع مرئية تُظهر وصول فريق إنقاذ إلى مراكش.
وقالت الوزارة في تغريدة لها، إن الفريق المؤلف من 56 جنديا، و4 كلاب سينضم إلى جهود الإنقاذ في منطقة ثلاث نيعقوب، على بعد 25 كلم من مركز الزلزال، و100 كلم جنوب مراكش.
وتوجّهت مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية إلى المغرب، اليوم الأحد، بناءً على توجيهات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ.
من جهتها، باشرت قطر الخيرية، تقديم الإغاثة العاجلة لمتضرري الزلزال، بالتزامن مع إطلاق الجمعية غير الحكومية حملة “إغاثة عاجلة” للتخفيف من آثاره.
وقد شملت المساعدات التي وُزعت على المتضررين مياه الشرب والبطانيات والوجبات الساخنة. كما ستوزع سلال غذائية تحتوي على المواد التموينية الأساسية، بداية من اليوم الأحد. وفق ما أوردته قناة “الجزيرة” القطرية.
من جانبها، أعلنت تونس، اليوم الأحد، “إرسال فرق من الحماية المدنية إلى المغرب لدعم جهود البحث والإنقاذ”، وفقا للمتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية.
وعبّر الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن “حزنه العميق” إزاء الزلزال الذي ضرب المغرب قائلا في بيان، السبت، إن حكومة الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي”.
بدورها، قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “USAID”، سامنثا باور، إنها على “اتصال وثيق” بالمسؤولين المغاربة، مضيفة: “نقف جاهزين لتزويدهم بالمساعدة في حال طلبوا ذلك”.
وفي نفس السياق، قالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية إن “الوكالة الاتحادية الألمانية للإغاثة التقنية تستعد للقيام بمهمة في المغرب”، وذلك للمساعدة في عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تعليماته لجميع الهيئات الحكومية لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي، بما في ذلك الاستعدادات لإرسال وفد إغاثي إلى المنطقة المنكوبة.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، إن بلاده مستعدة لدعم المغرب عندما توافق السلطات المغربية.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، عن استعداد بلاده بكلّ إمكانياتها لمساعدة الأشقاء المغاربة من أجل تجاوز محنة الزلزال.
وشُكّل 100 فريق بإجمالي 3500 من عناصر الإنقاذ من كل أنحاء العالم، في إطار منصّة تابعة للأمم المتحدة، على جهوزية للانتشار في المغرب. لكن هؤلاء ينتظرون الضوء الأخضر من السلطات المغربية، وفقاً لمؤسس منظمة الإغاثة “منقذون بلا حدود” أرنو فريس.
تقييم دقيق للاحتياجات
ووفقاً للمعاير الدولية التي يتم اتباعها في مثل هذه الظروف الصعبة، فقد أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا لاحتياجات المساعدات على أرض الواقع، مدركة لحقيقة أن المساعدات غير المنسقة ستؤدي إلى نتائج عكسية.
وعلى أساس هذا التقييم، استجابت السلطات المغربية، في هذه المرحلة بالذات، بشكل إيجابي لعروض الدعم المقدمة من الدول الصديقة التي تقترح توفير فرق الإغاثة والإنقاذ.
ولأن هذه المرحلة دقيقة جداً تستوجب تنسيقا حاسما، وضعت الفرق التي أرسلتها هذه البلدان نفسها على اتصال عملي ومباشر مع نظيراتها المغربية.
ويرى مراقبون أن تقييم الاحتياجات المحتملة خلال الأيام القادمة، قد يُفضي إلى اللجوء لعروض الدعم من بلدان أخرى.
ويعكس هذا التضامن الواسع من مختلف دول العالم مكانة المغرب ومساهمته العديد في عمليات الدعم الإنساني.
هذا، وتواصل فرق الإنقاذ التابعة لوزارة الداخلية وعناصر القوات المسلحة الملكية بمعية متطوعين جهودها الحثيثة للبحث عن الناجين بقرى الأقاليم المتضررة من الزلزال، وتحديداً في إقليم الحوز، وتارودانت، وورزازات، وشيشاوة وغيرها.
وجنّدت السلطات المغربية مختلف فرق البحث والإنقاذ من أجل إنقاذ وإجلاء آلاف المنكوبين، والتكفل بالمصابين.