أثار التقرير الأخير للتلفزيون المغربي بقناتيه الأولى والثانية، عن الوضع في مصر، بمناسبة رصد احداث السنة، ووصفه للرئيس عبد الفتاح السيسي ب” قائد الانقلاب” ومحمد مرسي ب” الرئيس المنتخب”، عدة تساؤلات في الوسط السياسي والإعلامي في المغرب.
وحاول موقع ” مشاهد” تسجيل أراء المسؤولين عن القناة ” الأولى”، بدءا من السيد فيصل العرائشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، ومرورا بفاطمة البارودي، مديرة الأخبار، بنفس الشركة، وغيرهم من مسؤولي القطب الإعلامي العمومي، لكن دون جدوى، بفعل إغلاقهم لهواتفهم المحمولة، صباح اليوم، تجنبا ، على مايبدو، للرد على أي استفسار في هذا الشأن، كما لاحظ ذلك بعض الزملاء الصحافيين.
فيما تعذر ايضا الاتصال تلفونيا، بالسيد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، رغم تكرار المحاولة اكثر من مرة، وقد قيل لنا في الوزارة إنه يوجد في مهمة رسمية خارج مكتبه.
إلى ذلك، اعتذر سعودي خشون، رئيس تحرير بالقناة التلفزيونية “الأولى”، الذي كان مشرفا على النشرة التي أذيع فيها التقرير، عن الرد، وقال في تصريح عبر الهاتف لموقع ” مشاهد”: “لاجواب لدي بخصوص هذا الموضوع”.
أما عبد الغني جبار، الإعلامي والمذيع، بالقناة التلفزيونية ” الأولى”، فقد اعتبر في تصريح للموقع، انطلاقا من قراءته الشخصية للموضوع، أن التقرير “عاد جدا”، ويدخل ضمن التقارير التي تعدها وتقدمها التلفزة المغربية من خلال رصدها لأحداث السنة.
وبخصوص تعليقه عن الأوصاف الواردة في التقرير، ( السيسي الانقلابي ومرسي الرئيس المنتخب”، قال جبار ، رئيس التحرير سابقا، إنه لايستطيع أن يقول عنها أي شيء، داعيا إلى التريث في تقييم الموضوع، ” مادامت أسباب النزول غير واضحة”، على حد تعبيره.
واستبعد أن يكون هناك قرار سياسي، وراء التقرير، موضحا أن القناة التلفزيونية ” الأولى”، ليست ناطقة رسمية باسم الحكومة، منوها بكفاءة زميلته معدة التقرير، سكينة عليتو، رئيسة خلية الأخبار الدولية، التي وصفها بأنها تعرف شغلها جيدا.
وبدوره، تطرق الموقع الاليكتروني لحزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي الحالي، إلى ماورد في التلفزيون المغربي ، مسجلا أنه لأول مرة منذ إنقلاب الثالث من يوليوز، تتحدث القناتان العموميتان “الأولى” و”الثانية”، بشكل مباشر بأن ما وقع في مصر يعد انقلابا عسكريا، حيث قالت الأولى في ربورتاجها أن “الجيش قام بانقلاب عسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وعطل العمل بالدستور، وصدرت أوامر باعتقال المئات من المعارضين”.
وتبدو هذه اللغة جديدة على الخط التحريري للقناتين، على حد قول موقع حزب العدالة والتنمية، “بل يعتبر بمثابة انقلاب في الخطاب الإعلامي تجاه النظام الجديد في مصر، الشيء الذي يفتح الباب أمام المحللين والمراقبين لمعرفة خفايا هذا التحول وأسرار التغير الطارئ.”
بعض المتبعين،ورواد شبكة التواصل الاجتماعي، اعتبروا أن ذلك ربما يدخل في سياق الرد على تهجمات وسائل الإعلام المصرية على المجتمع ورموز السلطة في المغرب، فيما رأى أخرون أن ذلك لاتحكمه خلفيات سياسية، بل إنه يستند لضوابط مهنية أملتها عملية تقييم احداث السنة.