الكشف عن حطام باخرة بريطانية بشاطيء جنوب مدينة أكادير

كشف فريق مكون من غواصين وباحث مختص في البحث والتنقيب الأثري، مساء أمس الأحد، عن حطام باخرة بريطانية يرجح أنها غرقت، في صيف سنة 1918 و ذلك بعرض شاطئ سيدي الطوال، الواقع على بعد 15 كلم جنوب أكادير بجماعة سيدي بيبي، إقليم أشتوكة آيت باها.

وأكد السيد عز الدين كارا، المختص في الأبحاث التحت مائية بوزارة الثقافة والمدير الجهوي للوزارة بمراكش، أن المعطيات الأولية التي كشفت عنها عملية الغطس التي استمرت طيلة نهاية الأسبوع الماضي تشير إلى وجود حطام متناثر للسفينة المذكورة على مساحة تقدر بحوالي 700 متر مربع.

وأوضح السيد كارا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن معاينة موقع حطام هذه الباخرة، الذي يوجد على بعد حوالي 500 متر من اليابسة وعلى عمق يتراوح ما بين 6 و 10 أمتار، مكنت من الكشف عن مكونات و أجزاء مختلفة للمحرك وعدد من القضبان الحديدية وقطع متفرقة من السفينة يعلوها كلها الصدأ.

وأشار إلى أن هذه العملية تندرج ضمن استراتيجية وزارة الثقافة الهادفة إلى تحديد المواقع الأثرية التحت مائية مع إعداد تبيان لها، مضيفا أن ذات القطاع برمج، برسم سنة 2015، سلسلة من العمليات المماثلة للكشف عن عدد من المواقع التحت مائية التي توصلت الوزارة بإشعارات بشأنها من طرف عدد من نوادي الغطس على المستوى الوطني.

وقال إن الأمر يتعلق بخمسة مواقع بكل من الحسيمة والناضور والمضيق وبليونش وكاب كانتان (إقليم آسفي).

ومن جهته، أبرز السيد سعيد آيت باعزيز، رئيس الجمعية المغربية للبحث والمحافظة على التراث الأثري التحت مائي، أن الكشف عن حطام هذه السفينة الإنجليزية، التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1915، تم بناءا على إشعار توصلت به الجمعية من شباب المنطقة منذ ما يربو عن عام.

وأفاد السيد باعزيز، غطاس محترف، في تصريح مماثل بأن الأمر يتعلق بالسفينة البخارية الإنجليزية “باينياسا إس. إس”، التي كانت تقوم برحلة تجارية من البرازيل نحو جبل طارق، واضطرت لتغيير مسارها نحو شواطئ أكادير بسبب عطب ميكانيكي.

وأبرز ذات الغطاس الشاب، الذي كان له الفضل في صيف 2013 في اكتشاف باخرة برتغالية محملة بعتاد حربي يعود للقرن 16 بعرض شاطئ آسفي، أن الجمعية أنجزت تقريرا حول هذا الموضوع وأبلغت السلطات المحلية ووزارة الثقافة للوقوف على هذا الاكتشاف بغية إدراجه في التراث الأثري الأركيولوجي التحت مائي الوطني والمحلي.

واعتبر السيد باعزيز، بناءا على ما توفر لديه من معطيات تقنية تفيد بأن هذه السفينة التي يبلغ طولها 122 مترا وعرضها 16 مترا بعلو يصل إلى 8.5 مترا وبقوة 476 حصانا و طاقة استيعابية تصل إلى 4973 طنا، أن الأمر يتعلق بذات الباخرة البريطانية التي أبحرت من ميناء سانتوس (البرازيل) في اتجاه جبل طارق، قبل أن تتحطم في 15 شتنبر 1918 بسبب خطئ بشري بشاطئ سيدي الطوال جنوب أكادير دون أن يخلف الحادث ضحايا في الأرواح.

 

 

اقرأ أيضا

سباق نحو الحياد الكربوني.. المغرب يرتقي إلى المركز الثامن في مؤشر الأداء المناخي

حافظ المغرب على حضوره ضمن طليعة البلدان التي تقود السباق نحو الحياد الكربوني على مستوى العالم بارتقائه إلى المركز الثامن في تصنيف مؤشر الأداء المناخي لسنة 2025، الذي تم تقديمه، اليوم الأربعاء ضمن فعاليات الدورة الـ 29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29)، المنعقد بباكو في أذربيجان.

تسليط الضوء في فيينا على تطوير شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والنمسا

عقد في فيينا اليوم الأربعاء مؤتمر بشأن إقامة شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والنمسا، بمبادرة …

الداخلية الإسبانية تبرز دور المغرب في جهود الإغاثة

قالت وزارة الداخلية الإسبانية، إن فريق الإغاثة القادم من المغرب بدأ العمل بالفعل في المناطق المتضررة جراء الفيضانات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *