استغل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، مروره أمس، في مجلس المستشارين، ( الغرفة الثانية في البرلمان)، خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسات العامة، للرد على المعارضة.
ونسب إليه الموقع الاليكتروني لحزبه، تصريحا عاب فيه، على المعارضة بمجلس المستشارين إثارتها، مااعتبره “قضايا ومواضيع هامشية جدا، مما يضيع على الجلسة الشهرية المخصصة للأجوبة عن الأسئلة المتعلقة بالسياسات العامة، الفرصة لتعميق النقاش في الاشكالات التي لا يزال يعاني منها المغرب، وبغية رصد الواقع ووضع اليد على المقاربات الصحيحة للخروج من المأزق الذي قد يتهدد المغاربة، ما دام الجميع في مركب واحد”، على حد تعبيره.
وبعد أن شدد رئيس الحكومة، على أن المغرب، من وجهة نظره، لا يعاني من أزمة في الحكومة، بل يعاني من أزمة في المعارضة، استغرب من الانتقادات التي توجهها المعارضة للحكومة، في سعي لإلصاق كل النواقص بهذه الحكومة، رغم أن الواقع يؤكد أنها من مخلفات قرن من الزمن، متسائلا: “هل أنا الذي جئت بالمغرب النافع وغير النافع”.
وأشار بن كيران، استنادا لنفس المصدر، إلى أن الذين ينتقدون الوضع بالمغرب، هم من كانوا يسيرون البلاد منذ الاستقلال إلى اليوم، في تلميح إلى حزب الاستقلال، المتموقع حاليا في المعارضة، بعد انسحابه من الحكومة، وتوجه إليهم مخاطبا “إنكم تفسدون منطق التعاون الذي يجب أن يكون بين الحكومة والمعارضة لإصلاح أوضاع البلاد”.
وردا على بعض الأصوات بذات المجلس، قال ابن كيران، “هل تتهمونني بأني أفسدت عليكم جميل زمانكم.. انظروا ماذا فعلتم في أحزابكم..”، في إشارة إلى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، مضيفا “هل أنا الذي اتهمت زعماءكم بداعش والنصرة والموساد.. ألا تستحيون”؟.
ولم يتوقف رئيس الحكومة عند هذا الحد، بل أردف قائلا، إن الذي استحوذ على الهكتارات من أراضي المواطنين وعلى الغابات لايمكن له أن يأتي إلى البرلمان متبجحا بأنه يحارب الفساد رغم أنه غارق فيه.
وشهدت الجلسة، التي خصصت لموضوع “إشكالات الاستثمار ورهانات المحافظة على تنافسية المقاولة والقدرة الشرائية للمواطنين” مواجهات بين رئاسة الحكومة، وفرق المعارضة، التي لم تترد في توجيه انتقاداتها الحادة بالتقصير لأداء عبد الإله بن كيران، على رأس الجهاز التنفيذي، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .