“عندما تمر أو تتجول بمحاذاة محلات «البازارات» تناديك أصوات مختلفة: الصرف و»الشانج»؛ وما أن تقترب من متجر من متاجر «البازارات» حتى يستميلك المستخدمون إلى داخله، ويقترحون عليك بأن يقدموا لك كل الخدمات التي قد تحتاجها، من صرف أو تحويل عملة”.
بهذه الكلمات، استهلت يومية ” الأخبار” المغربية في عددها الصادر غدا الخميس، تحقيقها الصحافي على امتداد صفحة داخلية كاملة، حول طرق وأساليب اشتغال مافيا الاتجار في المدينة الاقتصادية، الدار البيضاء.
وأضافت في تحقيقها، قائلة، إن “البازارات” بالمدينة القديمة في البيضاء، على غرار المدن المغربية الأخرى، قناع يمتطيه الكثيرون من تجار الأموال لاستبدال العملات والمتاجرة في الممنوع، في أكبر سوق سوداء لصرف العملات وتحويلها بالمغرب.
وذكرت الجريدة أنها تمكنت من التسلل إلى داخل السوق وعاينت عمليات منسقة بين أعضاء مافيا المال، وعن الدول التي يمكنهم تحويل العملات إليها:
“غير بعيد عن ملتقى شوارع هامة بمركز المدينة بالبيضاء، أو بالأحرى غير بعيد عن معلمة تسمى «الكرة الأرضية»، يتم صرف وتحويل عملات كل بلدان العالم، بطرق غير قانونية وأمام أنظار العامة والخاصة.
فالاستثمار في تجارة الأموال بغطاء «البزرات»، بكازا. تجارة تدر أرباحا خيالية على أصحابها.
الدار البيضاء واحدة من المدن التي يقصدها الكثيرون، ففيها نجد أكبر المطارات الدولية للمملكة، وثاني أكبر مرافئها بعد مرفأ طنجة، فغالبية زوار المملكة يفضلون زيارة البيضاء كونها القلب النابض للمغرب.
عندما ينوي زائر ما الرجوع إلى بلده، فإنه بالضرورة، سيتوجه إلى «بزارات كازا» قبل الإقلاع عبر الطائرة، وغالبية الأجانب يتعاملون بعملات بلدانهم هنا بعد أن يكونوا قد أتوا على ما يملكونه من العملة الوطنية.
تجار «البزرات» هنا لم تغنهم التجارة في كل ما هو أصيل، من مجسمات مصنوعة من عود عرعار غابات الصويرة، ومن مصنوعات الفخار الآتية من أسفي، وكذا مصنوعات الجلود الآتية من فاس.
إذا كانت المدينة العريقة مراكش تعرف تاريخيا برجالها السبعة، فإن المدينة القديمة قرب باب مراكش «بكازا» تعرف هي الأخرى حاليا بسبعة رجال كبار يستثمرون في تجارة الأموال تحت عطاء «البزارات”.
في سوق «الجمعة» يتواجد 7 من أكبر تجار الأموال، تتراوح القيمة المالية التي يروجونها يوميا، ما بين 100 مليون ومليار سنتيم لكل تاجر، وضمن التجار السبعة، يوجد صرافان يتاجران في كل عملات العالم، هذان الصرافان يتعاملان مع شبكات خارج المغرب، تهرب وتستقبل الأموال بطرائق معقدة جدا، يتوزع التجار السبعة على سوق المدينة القديمة بطريقة عشوائية، كما يتواجد في السوق أكثر من 70 متجرا للبازرات، يروج أصحابها بالإضافة إلى تجارة البزارات، الأموال مابين 30 و90 مليون سنتيم، لكنهم لا يترددون في صرف أي مبلغ تطلبه، العملية سهلة جدا، إنهم متفقون مع الصرافين الكبار سلفا على هامش ربح ما فيأتوك بكل ما تطلبه.
التحقيق الموسع ليومية ” الأخبار” غني بمزيد من التفاصيل ، المعززة بالأرقام والمؤشرات عن واقع مافيا الاتجار بالمال في عاصمة الاقتصاد المغربي.