يرأس العاهل الاسباني، فيليپي السادس، يوم الأحد المقبل 12 اكتوبر، أول استعراض عسكري، ينظم في عهد ملكه، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الاسبانية.
وحسب بيانات من وزارة الدفاع في مدريد، فان الاستعراض يتزامن مع الاحتفال بالعيد الوطني الذي يحتفى به في نفس اليوم.
وسيتميز الاستعراض الذي سيشارك فيه سلاح الجو الاسباني، بعد غياب سنتين عن التحليق في المناسبة، بسبب الإجراءات التقشفية التي سنتها الحكومة الاسبانية الحالية، في أعقاب الأزمة المالية التي اندلعت أثناء حكم الاشتراكيين بزعامة أمينهم العام الأسبق، رودريغيث سپاطيرو، ما اجبره على التنحي من رئاسة الحكومة وقيادة الحزب، تاركا المسؤوليتين لنائبه الأول ووزير الداخلية، الفريدو روبالكابا، الذي خسر الانتخابات التشريعية، لصالح الحزب الشعبي المحافظ بزعامة، ماريانو راخوي.
وعلم في وزارة الدفاع الاسبانية ان الدعوة وجهت لزعيم المعارضة الاشتراكية، پيدرو ساشيث، لحضور الاستعراض للمرة الاولى، الى جانب أعضاء الحكومة والقادة العسكريين وكبار رجالات الدولة في إسبانيا والضيوف الاجانب، على الرغم من ان مزحة ثقيلة وردت في المدة الأخيرة على لسان، سانشيث، في معرض حديثه الى جريدة، إلموندو، إذ قال، ما مفاده انه يعتبر، من وجهة نظره، وزارة الدفاع زائدة عن اللذوم! ما خلف ردود فعل استياء واسع من تصريحاته، فاضطر الزعيم الاشتراكي، الى التخفيف من حدتها معتذرا ومعتبرا ما صدر عنه مجرد زلة لسان لا اقل ولا أكثر، وانه كان يقصد تقليص النفقات العسكرية والاقتطاع منها لفائدة القطاعات الاجتماعية.
ومن مستجدات الاستعراض مشاركة سلاح الجو الاسباني الذي يحتفل بمرور 75 سنة على تأسيسه، حيث ستحلق لمدة دقائق فقط تشكيلات من الطائرات الجديدة والقديمة،المستخدمة في مختلف الأغراض الحربية.
الى ذلك، أكدت مصادر رسمية في مدريد، مشاركة عناصر رمزية من عدد من الدول العربية والاوروبية، بينها المغرب، تونس، الجزائر، مصر، فرنسا، مالطا، البرتغال وإيطاليا.
ويشارك في الاستعراض ثلاثة آلاف عسكري و52 طائرة، نصف العدد (25) من القوات الجوية الأجنبية . ويتوقع ان يكلف الاستعراض حوالي 800 ألف يورو .
يذكر ان آخر استعراض عسكري، اشرف عليه السنة الماضية، العاهل الاسباني الحالي، باعتباره وليا للعهد حيث ناب عن والده الذي كان يتعافى من آثار عملية جراحية أجريت له على الورك.
ويأتي الاحتفال بما يسمى في اسبانيا عيد القوات المسلحة، في وقت تمر خلاله البلاد بأزمة سياسية عميقة وغير مسبوقة على خلفية موقف “الاستقلاليين” في اقليم كاتالونيا، المطالبين بإجراء استفتاء تقرير المصير، كخطوة نحو إعلان انفصال الإقليم عن التاج الاسباني.
ويواجه دعاة الانفصال معارضة من اغلب الأطياف الحزبية في البلاد، كما أعربت القوات المسلحة عن وقوفها الى جانب الشرعية الدستورية والدفاع عن وحدة الوطن ولو تطلب الأمر استعمال القوة.
وعلى اثر صدور حكم رافض عن المحكمة الدستورية، لغير صالح دعاة استفتاء يشرعن للانفصال، ظهرت في المدة الأخيرة علامات تململ في الصف الانفصالي، لكن بؤرته المتمثلة في اليسار الجمهوري المتشدد، ما زال مصرا على إجراء الاستفتاء ولو في الشوارع والساحات العمومية وبدون الترتيبات التقليدية.
وتواجه حكومة برشلونة التي يرأسها، ارتور ماص، انقساما على صعيد البلديات التي يفترض ان يجرى الاستفتاء في مقراتها ومكاتبها، وهي ليست كلها في نفس خط الانفصال وستحد نفسها في حال إصرار الانفصاليين، موزعة بين الامتثال للحكومة المركزية وعصيان أوامر الحكومة المحلية التي يقول الانفصاليون انها تعبر عن إرادة سكان الإقليم.