أبرز الملك محمد السادس في خطابه الذي ألقاه مساء يومه السبت 20 غشت الجاري، بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة الملك والشعب، أن المغرب من بين أول دول الجنوب التي اعتمدت سياسة تضامنية حقيقية لاستقبال المهاجرين، من جنوب الصحراء وفق مقاربة إنسانية مندمجة تصون حقوقهم وتحفظ كرامتهم.
وتفعيلا لهذه السياسة، يضيف العاهل المغربي: “قامت بلادنا دون تكبر أو استعلاء، ودون تحقير أو تمييز بتسوية وضعية المهاجرين وفق معايير معقولة ومنصفة وتوفير الظروف الملائمة لهم للإقامة والعمل والعيش الكريم داخل المجتمع.. وهذا ليس بغريب عن المغاربة، في تعاملهم مع ضيوفهم، فخصال الكرم والترحيب وحسن الاستقبال متجذرة في ثقافتنا وتقاليدنا العريقة”.
وأشار الجالس على العرش في خطابه أن الأفارقة يواجهون بعض الصعوبات بالمغرب، ولكنها “لا ترتبط باللون أو بالجنسية التي يحملونها أو بوضعهم كمهاجرين. كما أنهم يتمتعون أيضا بنفس الحقوق”.
وأكد الملك محمد السادس، أن ما يقوم بها المغرب تجاه المهاجرين الأفارقة، ما هو إلا واجب تجاه أناس دفعتهم الظروف الصعبة للمغامرة بأرواحهم، ومغادرة أهلهم وبلدانهم.
وقد أهلت هذه السياسة الانسانية المغرب يضيف الملك، “ليتولى إلى جانب ألمانيا الرئاسة المشتركة سنتي 2017-2018، للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية”.
وأبرز الملك محمد السادس، أن المغرب الذي طالما رفض الطرق المعتمدة من طرف البعض لمعالجة قضايا الهجرة والتي اثبتت فشلها، يعتز بما يقوم به في مجال استقبال وإدماج المهاجرين ولن يتراجع عن هذا النهج العملي والانساني.
اما الذين ينتقدونه، “فيجب عليهم قبل أن يتطاولوا عليه، أن يقدموا للمهاجرين، ولو القليل مما حققناه. وإننا نتأسف للتوجه المنحرف، الذي أخذه تدبير قضايا الهجرة بالفضاء المتوسطي، بحيث تم تغييب أي سياسة حقيقية لإدماج المهاجرين”.