حذر المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” والباحث بمركز American Entreprise Institute ، مايكل روبن، بلاده من ” خسارة المغرب “، على خلفية موقف الولايات المتحدة غير الواضح من قضية الصحراء المغربية، وهو ما أشار إليه الملك محمد السادس في خطابه خلال القمة المغربية الخليجية.
ففي مقال بعنوان “Losing Morocco” ( خسارة المغرب )، تطرق روبن إلى موضوع العلاقات المغربية الأمريكية، مفتتحا مقاله بالتأكيد على أن العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة هي الأقدم مقارنة بباقي دول منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والتي يتجاوز عمرها 150 عاما.
روبن أكد أن المغرب وقف بقوة إلى جانب المعسكر الغربي إبان الحرب الباردة، ولم يسعى أبدا إلى التقرب من معسكر الاتحاد السوفياتي على شاكلة مصر، أو إلى الانضمام إليه كما هو الشأن بالنسبة للجزائر وليبيا.
المغرب عمل كذلك، طيلة عقود، على إصلاح الضرر الذي خلفته التيارات الإسلامية المتشددة من خلال المزاوجة بين العمل الاستخباراتي الناجح وإطلاق أنجح برنامج للتأهيل الديني لتمكين السلطات الدينية من التحرك كقوة قادرة على احتواء التطرف ونشر قيم التسامح.
المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية اعتبر أنه من المؤسف أن تصر الإدارة الأمريكية ومنظمة الأمم المتحدة على الإضرار بالدول الوحيدة التي تنعم بالاستقرار بشمال إفريقيا والساحل.
وتطرق روبن إلى أصل المشكل المرتبط بقضية الصحراء، قائلا إن جبهة “البوليساريو” شكلت للجزائر طيلة عقود ما يشكله حزب الله للحرس الثوري في إيران، حيث ظل يشتغل تحت ذريعة النضال من أجل استقلال آخر مستعمرة في إفريقيا”، وهو الادعاء الذي تبناه الأكاديميون والمدافعون عن حقوق الإنسان.
بيد أن الحقيقة، يضيف مايكل روبن، هي أن الصحراء لطالما كانت جزءا من المغرب كما هي فرجينيا جزء من الولايات المتحدة، وأن السبب الوحيد الذي جعلها في نظر الكثيرين منفصلة عن المغرب هو كون الإسبان قاموا باحتلالها وجعلها مستعمرة لهم من قبل.
إقرأ أيضا: مجموعة الصداقة المغربية الأمريكية في الكونغريس تفضح انزلاقات بان كي مون
الدفاع عن أطروحات البوليساريو هو ليس فقط عودة بالمنطقة إلى زمن الحرب الباردة، حسب روبن، بل هو أيضا شرعنة للإمبريالية التي يدعي بعض الناشطين المعادين للكولونيالية معارضتها.
مايكل روبن رد في مقاله كذلك على ما كتبه عضوا الكونغرس الأمريكي جون كونيرز وجو بيتس بخصوص كون المغرب لم يفي بالتزامه بمنح الصحراويين الحق في تقرير المصير منذ 41 سنة بقوله إن الجزائر رفضت من ربع قرن إجراء إحصاء مستقل لتحديد من من الصحراويين بمخيمات تندوف، التي يسيطر عليها “البوليساريو”، هو منحدر من الصحراء وليس من الجزائر أو موريتانيا.
وفي حين يتهم جو بيتس، الذي يرأس لجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان في مجلس النواب الأمريكي إلى جانب جايمس ماكغوفرن، يتهم المغرب بكونه يمارس القمع في الصحراء، كان رد مايكل روبن هو أن الصحراء، من أكثر المناطق ازدهارا في المغرب الذي يريد منحها حكما ذاتيا.
وتوجه الباحث الأمريكي بمقترح لكل الذين نصبوا أنفسهم للحديث باسم الصحراويين والدفاع عنهم مقترحا عليهم مطالبة الجزائر بمنح حكم ذاتي لكل المناطق الجزائرية الراغبة في ذلك، سواء تعلق الأمر بالصحراء أو القبائل.
كما طالب روبن هؤلاء بالتوجه إلى الجزائر لمنح الصحراويين حرية التحرك والسماح لهم بالذهاب إلى المغرب إن هم أرادوا، مضيفا أن ذلك سيكون أفضل استفتاء يمكن إجراؤه حول القضية.
وعبر مايكل روبن عن تفهم للموقف المغربي من ما تقوم به إدارة الرئيس أوباما، وخاصة مواقف مستشارة الرئيس في الأمن القومي، سوزان رايس، وسفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور. هاته الأخير قد تقودها خلفيتها في مجال حقوق الإنسان للتعاطف مع أي جهة توظف ورقة الاستعمار.
ما يمكن أن تقوم به الإدارة الأمريكية التي ستحل محل إدارة أوباما في أقل من 8 أشهر، هو إصلاح الأضرار التي قد تحدث خلال هاته المرحلة الفاصلة، يضيف مايكل روبن، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لديها أصدقاء قليلون لا ينبغي أن تفسد علاقاتها بهم من دون سبب وجيه، لأن ذلك سيكون فيه إضرار بأمن واشنطن القومي ودبلوماسيتها، وحتى بحقوق الإنسان.
من جهة أخرى، سيكون من المحزن أن ينهي أوباما فترته الرئاسية وقد حكم بالنهاية على أطول وأنجح علاقة للولايات المتحدة مع إفريقيا والعالم العربي.