قال السيد خالد الشكراوي، الأستاذ الجامعي المتخصص في الشؤون الإفريقية والعلاقات الدولية، إنه يتعين على المغرب أن يبقى حذرا من خصوم وحدته الترابية ويقوي استراتيجيته بشكل أقوى، معتمدا على دبلوماسيته “التي باتت تتحرك بحزم وصرامة لم يألفهما المنتظم الدولي”.
وأضاف الشكراوي، في تصريح لموقع ” مشاهد24″، عبر التلفون، معلقا على الحكم القضائي الذي صدر مؤخرا لصالح مجلس الاتحاد الأوروبي ضد المحكمة الأوروبية، التي قضت في دجنبر الماضي بإلغاء اتفاقية فلاحية بين المغرب والاتحاد الأوربي، بأن القرار الجديد يستوجب قراءة قانونية لمضمونه.
وتنبني هذه القراءة أساسا من منظور الشكراوي على أن الجبهة الانفصالية ” البوليساريو”، التي كانت قد رفعت الدعوى لا أحقية لها في ذلك، نظرا لانتفاء الصفة القانونية لديها.
لكن هذا القرار، رغم إيجابيته، يوضح المتحدث ذاته، يجب أن يجعل المغرب أكثر حذرا من أطراف أوروبية أخرى، بإمكانها أن تطرح الملف من زاوية أخرى تتعلق بالجانب المرتبط بحقوق الإنسان، رغم ما حققته المملكة من تطور في هذا المجال.
ووصف الشكراوي الظرفية الحالية بأنها جد حرجة، في ظل توتر العلاقة بين المغرب والسيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، على خلفية تصريحاته المستفزة، ولو أن المدة المتبقية لذهابه قصيرة، وهو الذي دعا إلى مؤتمر دولي للمانحين لزيادة المساعدات الانسانية لمخيمات تندوف بالجزائر، رغم استغلالها من طرف قادة البوليساريو.
للمزيد: برلمانيون أوروبيون يسائلون “مورغيني” حول إحصاء السكان المحتجزين في تندوف
وأشار الشكراوي إلى ان التحضيرات جارية في المنتدى الأممي لمن سيخلف بان كي مون، في منصبه على رأس الأمانة العامة للأمم المتحدة، وكذا ممثله الشخصي في الصحراء السيد كريستوفر روس، ” وكل هذه الترتيبات وغيرها، تفرض على المغرب ضرورة المزيد من التأهب ” .
وفي هذا السياق، دعا الباحث والمحلل، إلى أهمية سن استراتيجية جديدة أكثر قوة وإقناعا، تقوم أساسا على استغلال كل الأوراق الممكنة، وعلى التحرك والتواصل مع الآخرين “باللغات التي يفهمونها”، في مختلف أنحاء العالم.
وأعطى رئيس معهد الدراسات الإفريقية، مثالا على ذلك بجولات الملك محمد السادس سواء في افريقيا أو غيرها، مشيرا إلى أنها تكتسي أهمية خاصة، وتعطي لعلاقات المغرب مع القارة السمراء دينامية تقوم على التعاون والتكامل.
ومقابل ذلك، يتساءل نفس المتحدث: أين بقية المؤسسات والاحزاب ؟ ملاحظا في نفس الوقت أن السيد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، لم يزر لحد الساعة أي بلد افريقي، وولايته الحالية على مشارف الانتهاء.
وحث الشكراوي على أهمية مخاطبة الشعوب العربية والأوروبية وغيرها لإقناعها بعدالة قضية المغرب ووحدته الترابية، مع الحرص على التواجد في كل مكان، لمواجهة الخصوم، خاصة وأن البوليساريو حاضرة في جميع الجامعات الأمريكية وغيرها.