اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تونس المصدر الأساسي لمقاتلي ما يسمى بـ “تنظيم الدولة الإسلامية” نظرا لالتحاق آلاف التونسيين بصفوف التنظيم المتطرف في كل من سوريا والعراق وليبيا.
وفي تقريرها الصادر يوم أمس الخميس، قالت الصحيفة أنه وبالرغم من كون تونس نموذج الربيع العربي الناجح، إضافة إلى تحقيقها أعلى معدلات التعليم بالمنطقة تبقى المصدر الأساسي لمقاتلي “تنظيم الدولة” في سوريا والعراق.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن نحو 7 آلاف تونسي توجهوا إلى جبهات القتال في سوريا والعراق للانضمام لصفوف التنظيم مقارنة بباقي دول المنطقة، في وقت منعت فيه السلطات التونسية نحو 15 آلف آخرين من السفر للاشتباه في ارتباطهم بـ “داعش”.
وفي نفس الإطار، وصفت الصحيفة التونسيين بـ “العمود الفقري” لتنظيم الدولة في الجارة ليبيا، مشيرة إلى أن معظم قتلى الغارة الأمريكية الأخيرة في مدينة صبراتة التي استهدفت مركزا لتدريب التنظيم، كانوا من جنسية تونسية.
وفي تصريحاته للجريدة، أكد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي أنه “على الرغم من كون ديمقراطية تونس استثناء في المنطقة، إلا أنها تعيش بدورها حالة من الإحباط” متسائلا عن سر التحاق أشخاص متعلمين بصفوف التنظيم.
ويرى المرزوقي أن معالجة المسألة رهين بالخوض في الجذور الاجتماعية والاقتصادية، بحيث يتوجب على السلطات الذهاب أعمق من مجرد فهم هؤلاء الأشخاص” مضيفا أن “تونس كان لها حلم يسمى الربيع العربي إلا أنه تحول إلى كابوس يسمى الإرهاب.. حلم الشباب التونسي اليوم هو “الخلافة” في إشارة إلى الخلافة المزعومة التي يروج لها “داعش”.
ومن جانبه، وصف أحد العائدين من جحيم القتال في سوريا، تنظيم داعش بـ “الفيروس” مشيرا إلى أن هذا الأخير يمارس نوعا من “التنويم المغناطيسي” لاستهداف مقاتليه.
ويضيف الشاب، “بمجرد أن يتم تنويم الشخص، فإنه لا يعرف حتى لماذا ذهب إلى هناك.. داعش أشبه بالفيروس”.
هذا وإلى جانب الشباب، سافرت المئات من التونسيات إلى سوريا قصد الانضمام إلى التنظيم في إطار ما يسمى بـ “جهاد النكاح”، حيث أشارت إحصائيات وزارة المرأة التونسية إلى التحاق نحو 700 تونسية بصفوف “داعش”، فيما تمكنت أخريات من العودة إلى البلاد وهن حوامل.
إقرأ ايضا:تونس بين الإرهاب والحريات