تباينت مواقف المشاركين في الندوة الختامية للمركز العلمي العربي التي شهدتها أمس السبت المكتبة الوطنية بالرباط، حول توصيف أسباب اندلاع موجات الحراك العربي وتداعياتها، حسب بيان تلقى موقع ” مشاهد” نسخة منه.
ففي الوقت الذي ربطها السفير المغربي السابق بسوريا محمد الأخصاصي بالعوامل الخارجية والجيوسياسية الدولية، اعتبرها وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، نتاجا للاستبداد والقمع والأنظمة التسلطية، في الوقت الذي قارب فيها مدير المركز العلمي العربي النتائج الاقتصادية للتحولات الجارية، معتبرا بأن عدم فعالية الإصلاح راجع لغياب الوعي بأهمية سيادة مبادئ المجتمع المفتوح. أما مسير الندوة محمد سبيلا فقد اعتبر ضبابية المشهد هي التوصيف الأنسب للمخاضات الضبابية التي يعيشها العالم العربي.
وصف وزير الخارجية السابق، سعد الدين العثماني أن أهم إنجاز قدمه الربيع العربي هو قطع المنطقة مع الخوف، حيث صار الاحتجاج والمطالبة بالحقوق أقوى مما كان في السابق، وهذا يقول العثماني، ربح لهذه الثورات حيث صار الاحتجاج يتم خارج دائرة النخب الضيقة.
ونفى رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ارتباط الربيع العربي بالمؤامرات الخارجية واعتبر أن الجميع تفاجأ بهذه الثورة التي تعود بالأساس إلى سيادة الاستبداد، غير انه لم يتردد في الاعتراف بأن للقوى الكبرى مصالحها ليس فقط كدول ولكن كشبكة معقدة من المصالح.
وانتقد في السياق ذاته ما اعتبره تبسيطا لمحاربة الدول الكبرى قيام زعامات في المنطقة حيث لا تسعى إلى إقبار الزعامات بل لا تريد قيام دول ديمقراطية بقدرات تفاوضية كبيرة.
وبخصوص المغرب، رفض العثماني ارتباط حركة عشرين فبراير بالخارج مؤكدا أن الدول التي نهجت توجها إصلاحيا خففت من حجم الارتجاجات التي تعرضت لها.
ولم يفت العثماني الاستشهاد بعدد من مقالات الراحل المهدي المنجرة التي توقعت حدوث ارتجاجات في العالم العربي منذ تسعينيات القرن الماضي.
وأضاف العثماني أن الثورات التي شهدتها المنطقة فاجأت الجميع بما في ذلك المراكز الكبرى في العالم، وأن القول بتبعية ثورات شعوب المنطقة لجهة أو طرف ما “غير صحيح”، معتبرا ذلك بالوهم الذي تحاول بعض الجهات تسويقه.
وشدد العثماني على أن ثورات الربيع العربي بالرغم من المآسي التي تعيشها بعض الشعوب “وضعت حدا لأنظمة الاستبداد التي ظلت جاثمة على صدور الشعوب لعقود طويلة”، معتبرا أن منطق الثورة يتجاوز إرادة الإنسان “هو قوانين تاريخية اجتماعية صارمة تحتاج للأخذ بأسباب ترشيدها”.
وأوضح العثماني أن زمن الإصلاح طويل، مذكرا بالثورة الفرنسية التي استغرقت 100 سنة، حتى حققت أهدافها، كما دعا للتوافق والحوار على أساس الديمقراطية ومراعاة مصالح الشعوب، محذرا في الآن ذاته من “القوى التي تجر إلى الوراء ويمكن أن تعود بنا للصفر”.
اقرأ أيضا
الخطأ الأكبر ليس ليبيا .. إنما سوريا
قال باراك أوباما، إن خطأه الأكبر، كرئيس، تمثل في إخفاقه في التخطيط لمرحلة ما بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا.
العودة إلى الديمقراطية في شمال أفريقيا
على الرغم من مرور بلدان الربيع العربي بمرحلة تعثر بناء الديمقراطية ، فإن التطورات السياسية في تونس وليبيا ومصر، تشير إلى وجود قابليةٍ التحوّل الديمقراطي.
نحو طي صفحات «الربيع العربي»
الحروب التي اندلعت في كل من ليبيا وسوريا واليمن الأخطر في تاريخ العرب، قد اندلعت في سياق «الربيع العربي»، نلاحظ اليوم أنها تشهد مفاوضات جدية لطي صفحتها.