هل فشلت الولايات المتحدة استراتيجيا في ليبيا؟

هل فشلت الولايات المتحدة استراتيجيا في ليبيا؟ الإجابة جاءت بصيغة التأكيد في مقال منشور بموقع مجلة “The Nation” الأمريكية اليسارية، حيث اعتبرت أن الوضع الحالي في البلاد نتيجة لتدخل الناتو في 2011، مما ساهم في تفريخ الميليشيات المسلحة و فوضى انتشار السلاح في البلاد والمنطقة برمتها.
المجلة ذكرت بأن التدخل العسكري في ليبيا اعتمد على قرار لمجلس الأمن صدر في سنة 1973 يسمح بالتدخل العسكري الدولي من أجل حماية المدنيين، بيد أن “المهمة الإنسانية سرعان ما كبرت لتنتقل من حماية المدنيين الذين يتعرضون للهجوم من قبل قوات النظام والمجموعات المسلحة الموازية إلى مهمة لإسقاط نظام القذافي”.
فرنسا كانت أول بلد يعترف بتزويد المتمردين الليبيين بالذخيرة والدبابات، حيث قامت بتزويدهم بأكثر من أربعين طنا من الأسلحة والذخيرة عبر الجو وكذا “تهريب” الدبابات عبر تونس.
وبدورها قامت قطر، تضيف المجلة، بتزويد المقاتلين الليبيين بالأسلحة، من بينها مضادات للدبابات من صنع فرنسي، كما قامت الإمارات العربية المتحدة بتزويدهم بمعدات أخرى بموافقة أمريكية.
وتشير التقارير، حسب المجلة، إلى أن دول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقطر قامت بتدريب المتمردين في الوقت التي كانت تقوم فيه بجمع المعلومات حول الوضع الميداني تمهيدا لضربات الناتو.
التدخل العسكري ساهم، في نظر المجلة الأمريكية في وضع البلاد في قبضة الميليشيات المسلحة خصوصا وأن القوى التي قادت العملية العسكرية لم تعمل على ضمان نزع سلاح هاته الميليشيات.
نقص القوة أو غياب الإرادة هو ما دفع الحكومات الليبية لفترة ما بعد القذافي إلى التعويل على ميليشيات الثوار من أجل ضمان الأمن في البلاد، ولكن مع بروز نوايا “غير ديمقراطية” لدى عدد من هاته الكتائب، كانت النتيجة هي قيامها بعدد من الخروقات في حق من اعتبرتهم موالين للقذافي حيث قامت بترحيل واعتقال وتعذيب العديدين منهم بطريقة تعسفية.
وبالرغم من أن الولايات المتحدة وافقت على تزويد الثوار بالأسلحة التي تم شراؤها وشحنها بأموال قطرية وإماراتية، إلا أن مسؤولين أمريكيين عبروا عن من مخاوفهم في ما بعد من أن ينتهي المطاف بهاته الأسلحة الفرنسية والروسية الصنع في أيدي عناصر إسلامية.
تدفق السلاح وضعف الحكومة الليبية ساهم في جعل البلاد مصدرا للأسلحة يقوم بتغذية مختلف الصراعات الدائرة بالمنطقة، كما ساهم في بروز تنظيمات جديدة في دول مثل النيجر ومالي، بل وامتد تأثير الأزمة الليبية حتى إلى سوريا من خلال تدفق السلاح والمقاتلين على حد سواء.
عدم التنبؤ بالاحتمالات الممكنة للتدخل العسكري في ليبيا لا يمكن النظر إليه سوى على أنه “فشل استراتيجي كبير” من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، وهو ما يؤشر على قصور نظر في السياسة الأمريكية حيث يبني المسؤولون قراراتهم على المخاوف الآنية من دون الأخذ بعين الاعتبار لتبعاتها على المدى البعيد، تضيف المجلة الأمريكية.

اقرأ أيضا

وزير الخارجية الإسباني: علاقاتنا الممتازة مع المغرب مفيدة لكلا البلدين

قال وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الأربعاء، أمام مجلس النواب الإسباني، إن “علاقاتنا الممتازة مع المغرب مفيدة لكلا البلدين”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *