خصصت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية مقالا عن خليفة حفتر على ضوء آخر فصول التطورات الأمنية التي تشهدها ليبيا والتي يعد اللواء المتقاعد بطلها. مقال الجريدة حمل عنوانا بارزا: “خليفة حفتر..جنرال منشق يخلق الاضطرابات في لبيبا”.
الجريدة تعرضت للهجمة المسلحة التي يقودها اللواء الذي تربطه علاقات بوكالة الاستخبارات الأمريكية، معتبرة أن العملية ناجحة لحد الساعة خصوصا بعدما انضوى عدد من الميليشيات والوحدات العسكرية والقوى السياسية تحت لواء حفتر.
شبح علاقات حفتر مع الاستخبارات الأمريكية، تقول الجريدة، عاد ليطارده في الوقت الذي أدانت العديد من الأطراف اللواء المنشق معتبرة إياه “عميلا” لأمريكا. بيد أن التهمة قد تكون مضللة، ترى “ذي غارديان”، أو “خبرا قديما” بأن الولايات المتحدة نفت أن تكون قد قدمت إليه أي مساعدات أو تكون ربطت مع أي اتصال.
الصحيفة استقت آراء عدد من المسؤولين في الاستخبارات الأمريكية حول القضية، حيث نفوا فيها أن يكون حفتر يتلقى دعما أمريكيا بيد أن العملية الحالية قد تكون مقدمة لهذا الدعم حيث يسعى اللواء المتقاعد إلى “تقديم نفسه على أنه قادر على مواجهة الميليشيات الإسلامية والتغلب عليها”، وأنه رجل “لا يمكن للغرب أن يتجاهله”.
أحد المسؤولين الأمريكين قال للجريدة إنه لا يبنغي الاستهانة بخليفة حفتر لأنه شخص صلب وقادر على الانتصار، “مهما كان الانتصار يعني في ليبيا”.
الصعود العسكري لحفتر بدأ مع الانقلاب الذي قاده معمر القذافي عام 1969 ضد الملك إدريس، حيث صار بعدها أحد المقربين من العقيد. نقطة التحول في العلاقة بين الرجل بدأت بعد الحرب الليبية ضد تشاد عام 1987، حيث أسر حفتر ضمن حوالي 300 فرد من القوات العسكرية في عملية مشتركة بين القوات الفرنسية والتشادية.
تخلي القذافي عن حفتر بعض تعرضه للأسر دفعه لقبول عرض أمريكي بالتحول إلى معارض للعقيد والالتحاق بوحدة عسكرية في تشاد، تكفلت بتدريبها وكالة الاستخبارات الأمريكية من أجل مواجهة القذافي الذي كان التصدي لها أولوية لدى إدارة الرئيس رونالد ريغن بسبب اتهام القذافي بدعم الإرهاب الدولي.
بعد نجاح انقلاب عسكري موال للقذافي في تشاد، اضطر حفتر ورفاقه الخروج من البلاد حيث استقر في فرجينيا، غير بعيد عن مقر وكالة الاستخبارات الأمريكية في منطقة لانغلي.
بيد أن تغير المعطيات الدولية، تقول الجريدة، أدت إلى تراجع الاهتمام بليبيا وبالتالي نقص التمويل الأمريكية للوحدة التي كان يشرف عليها حفتر، فضلا عن تحسن علاقات القوى الدولية مع ليبيا. هذه التغيرات دفعت اللواء إلى رأب الصدع بينه وبين العقيد رغم أن ذلك لم يدفعه للعودة إلى بلاده.
العودة لن تتم سوى في 2011 بعد قيام الثورة ضد نظام القذافي بيد أن حفتر شعر بالضيق بعدما اضطر لشغل المركز الثاني قيادة القوات المناهضة للقذافي خلف اللواء عبد الفتاح يونس، كما أن المجلس الوطني الانتقالي لم يكن يرغب في منح حفتر منصبا عسكريا رفيعا بسبب ما أثير عن ربطه لقنوات اتصال مع القذافي.
تعدد الأزمات التي تعيشها ليبيا وتنامي تضايق عدد من الأطراف في البلاد من نفوذ الميليشيات الإسلامية جاء في صالح حفتر، الذي عرف كيف يلعب على هذا الوتر الحساس لحشد التأييد لعمليته العسكرية.
بيد أنه رغم الدعم الذي تلقاه حفتر من قوى سياسية وعسكرية لا يبدو الانتصار على مرمى حجر، فيما تبدو المخاطر كبيرة، وعلى رأسها دخول البلاد في حرب أهلية بحسب ما يرى بعض المراقبين.
إلى ذلك ما يزال حفتر يقود عمليته العسكرية وما يزال الداخل والخارج يراقب ماذا ستسفر عنه آخر فصول العنف في ليبيا.
اقرأ أيضا
المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة توصي بتسريع تنزيل ميثاق اللاتمركز الإداري
دعا المشاركون في المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة، التي اختتمت أشغالها اليوم السبت بطنجة، إلى تسريع تنزيل ميثاق اللاتمركز الإداري من أجل توطيد الحكامة الترابية المندمجة.
عبر فيسبوك.. صاحب متجر يتعقب سارقة ألعاب لبيعها على الإنترنت
كشف صاحب متجر بريطاني، تحول إلى محقق هاوٍ، كيف تمكن من تعقب امرأة سرقت سلعاً …
سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار الإقليمي
قال رئيس الحكومة والأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، اليوم السبت بالرباط، إن اسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل تقدم المغرب والاستقرار الإقليمي.