حاول الأمين العام لحزب جبهة التحرير الجزائرية عمار السعداني استثمار المشهد الذي ظهر فيه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وهو يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية يوم الخميس الفائت بان قام بتشبيه حالة بو تفليقة بحالة الرئيس الاميركي فرانكلين روزرفلت ، حيث اشار الى ان روزرفلت حكم الولايات المتحدة الاميركية لاربع ولايات متعاقبة وكان يجلس طوال تلك الفترة الطويلة والتى هي اطول فترة رئاسة في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية على كرسي متحرك ، وهو تشبيه اراد فيه ان يقول للرافضين لفكرة ان يكون الرئيس معتلا صحيا ويدير البلاد من على كرسي متحرك ان هناك في التاريخ امثلة مشابهة .
من الواضح ان السيد السعداني اراد فقط تبرير الترشيح ولكنه في النهاية لم يقدم ابدا أي تفسير او معلومات حول صحة الرئيس الذي من المفترض ان يحكم البلاد لمدة خمس سنوات قادمة (يحكم منذ عام 1999 وعمره الان 77 عاما) ، فالرئيس لم يلق خلال الحملة الانتخابية اية كلمة للجمهور ولم يلتق مع الناس وحتى عندما اراد الترشح لم يعلن ترشحه بنفسه وبصوته ، فالذي اعلن ترشح بو تفليقة هو عبد المالك سلال رئيس الحكومة رئيس اللجنة العليا للانتخابات وهو ما يعني ان الرئيس لم يتعاف من اثار تلك الجلطة الدماغية التى اقعدته في فترة علاج وفترة نقاهة دامت قرابة التسعة اشهر في فرنسا .
ويبقى السؤال المهم والمثير للجدل هل سيكون بوتفليقة قادرا على ادارة دولة بحجم وضخامة واهمية الجزائر في ظل حالته الصحية الحالية ؟ وان لم يكن قادرا والدلائل تشير الى ذلك فمن هي القوة او القوى التى ستدير البلاد باسم الرئيس؟
في التحليل المعلوماتي يجرى الحديث عن ان شقيق الرئيس سعيد بو تفليقة هو الرجل القوى الذي بدا عمله كمستشار للرئيس بو تفليقة منذ ولايته ، لكنه ما لبث ان اصبح اليد اليمنى له والقوة المؤثرة في « قصر المرادية « كما اصبح رجل نفوذ وتاثير في النشاط الاقتصادي والاعلامي ، وخلال الفترة الاولى لتوليه المنصب نجح في ابعاد الرجل القوى في القصر الجنرال العربي بلخير ، وبعد ذلك نجح في ابعاد كل من الرجلين القويين عبد العزيز بلخادم واحمد اويحي ، واصبح بمثابة نائب للرئيس وهو المنصب غير الموجود دستوريا ولكنه المفصل على مقاس السعيد بوتفليقة ، فالرجل الذي كثرت حوله الشائعات والاتهامات بالفساد المالي والثراء غير المشروع ، بات يحظى بدعم قوي من المؤسسة العسكرية كتعويض عن دعم شقيقه الرئيس وتحديدا من قبل رئيس اركان الجيش قايد صالح ، في مواجهة مدير المخابرات المسماة (دائرة الاستعلام والامن) الجنرال توفيق الذي دخل هو الاخر السبعين من عمره والمتوقع إقصاؤه من منصبه قريبا .
ليست صدفة على الاطلاق مع كل ما يحمله المشهد من دلالات ورمزية ان يكون السعيد بو تفليقة هو من يجر الكرسي المتحرك للرئيس عبد العزيز بو تفليقة والى جواره نجله وهو يدلي بصوته ، فالصورة معبرة تماما وتكاد تقول للناس : من يجلس على الكرسي الرئيس المنتخب وان من يحرك الكرسي الرئيس الفعلي .
… جلس فرانكلين روزرفلت مع تشرشل وستالين في يالطا بعد كسب الحرب العالمية الثانية في فبراير من عام 1945 ورسم خارطة العالم الجديد وبعد يالطا بشهرين توفى وهو يضع بصمته على الخارطة السياسية لهذا العالم الى الان ، والسؤال ما هي البصمة التى سيضعها بوتفليقة لتخلد اسمه ؟؟
“الرأي” الأردنية
اقرأ أيضا
يخرج من السجن بعد 26 عاماً ويعود بتهمة مماثلة
بعدما قضى 26 عاماً، أُطلق سراح سارق بنك من السجن الفيدرالي، بموجب برنامج «الإفراج الرحيم» …
دون تسجيل أي خرق للقانون.. مسؤول: إنتاج القنب الهندي بالمغرب بلغ سنة 2024 حوالي 4000 طن
أكد المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، محمد الكروج، اليوم الخميس بالرباط، أنه لم يتم تسجيل أي خرق للضوابط القانونية المتعلقة بالأنشطة المرتبطة بالقنب الهندي خلال سنة 2024.
خبير لـ”مشاهد24″: النظام الجزائري يستهدف العلاقات المغربية المصرية للهروب من حملة “مانيش راضي”
يواصل النظام الجزائري أساليبه القذرة لزعزعة استقرار العلاقات بين دول وشعوب المنطقة. ومن أحدث محاولاته الفاشلة، تتجلى في الترويج لمراسلة مزورة بين سفارة المغرب في القاهرة ووزارة الخارجية في الرباط، تزعم من خلالها الأبواق الإعلامية الجزائرية المقربة من السلطات؛ وجود "مخططات مغربية تستهدف زعزعة استقرار مصر".