غياب الحلول وهروب المسؤول

البعض منا يعتقد بأن الهروب هو الحل المثالي والجذري لإحالة كل المشاكل من  طريقه، وذلك يأتي بسبب قلة الخبرة وكثرة الاعتمادية على الآخرين؛ فالشخص القوي لا يبالي شيئا مهما كانت الصعاب، أما الضعيف فلا يملك المرونة الكافية لمواجهة كل الصعاب والمواقف التي تعترض حياته؛ لذلك يلجأ للهروب الذي يبقيه على القلق بداخله إلي مالا نهاية وبذلك يصبح عذاب هذا الشخص أشد من عذاب المواجهة؛ كما إن هناك فرقا كبيرا بين الإنسان القوى الحكيم والمتهور العشوائي، فالشخص الحكيم هو الذي يقوم بتقدير الأمور ومحاولة توقعها حتى يتمكن على الأقل من الاستعداد لها، وكيفية معالجتها أمام أعين الجميع دونما خوف.
وأما المتهور فهو يندفع لمواجهة الأمور من دون حسبان وقد يلقي بنا إلى التهلكة ويظن بنفسه أنه الشجاع الوحيد الموجود على الساحة السياسية في البلد؛ كما يقولون أن الحرب خدعه، بمعنى أن هناك مواقف تحتاج لمواجهة ومواقف أخرى لا تسلك فيها إلا الحيلة والدهاء يا مسئولينا؟ فالمواقف اليومية المختلفة التي نشاهدها كل يوم في ليبيا تحتاج إلى لباقة اجتماعية ومرونة في الحديث مع جميع الأطراف في الدولة، وذلك لن يحدث إلا بتحمل المسؤولية عند اتخاذ أي قرار حاسم ومفصلي، يا من تقتلونا كل يوم بسبب تصرفاتكم الغير مدروسة وبدون دراية مسبقة بما سيحدث بعد اتخاذ أي قرار يحدد مصير هذه الدولة المتخبطة في جميع قراراتها، والتي لجأ البعض من أعضاء مؤتمرنا البائس واليائس الذين لا حول لهم ولا قوة سوى الهروب خارج البلاد عندما تتأزم الأمور إلى الأسوأ فيرحلون واحدا تلوا الآخر، خائفين مواجهة الشعب بالحقيقة.
فالكل بادر بالهروب وعدم إيضاح الأمور ولم يقدموا أي شيء وجعلونا نتخبط يمينا وشمالا ونتصارع مع بعضنا البعض وكأننا داخل حلبة مصارعة نتقاتل فيها ومع كل نهاية يأتي من يمدد لهذه الحلقات الطويلة التي لا أعتقد بأنها سوف تنتهي إلا بموت الكثير هذا ولو قلنا الجميع وأتمنى ألا يحدث هذا وتنحل كافة مشاكلنا المتشعبة بين ليلة وضحاها دون إراقة للدماء، فلو واجهناها بحكمة منذ البداية ما حدث كل الذي حدث؛  فالهروب ليس بحل يا مسئولينا، فلا أنتم ولا ساستنا ومثقفونا قدمتم لليبيا شيئا، فالله المستعان وحسبي الله ونعم الوكيل.
“قورينا”

اقرأ أيضا

الصحراء المغربية

منزلقات تأويل موقف روسيا من المينورسو

أثار التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص التمديد لبعثة المينورسو جدلا كبيرا في مختلف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *