ثلاث دول عربية تخوض انتخابات متفاوتة التاريخ والمكان والتوجه، البعض جاء بعد مخاض احتلال وانتخابات شابتها اتهامات كثيرة في العراق إحداها أنها صُممت لتكون تخص طائفة، وفئات مؤيدة لها، وما بعد الانتخابات الأولى كشفت الحقائق أنها دولة فقدت الأمان وقانونية القرار، فكان التشتيت لأي معارضة هدفًا أساسيًا، فصفي وأبعد وجوه عديدة إلى ان تفجرت من داخل النظام من اعتبره دكتاتوريًا وطاغوتًا، كما جرى على لسان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وداخل العراق اليوم تتشكل فئات من كل الأطياف لانقاذ العراق في الانتخابات القادمة إلاّ ان قبضة إيران وتأييد أمريكا لها في هذا البلد قد يبقى النتائج لصالح المالكي لتطابق المنافع الإيرانية – الأمريكية معه، لكن تنامي الفساد والعنف ربما يضغطان عليه بحيث لو تم ترشيحه فسيتم بثمن وتعهدات لا تجعله الدكتاتور المطلق..
الجزائر مرت ما بعد الاستقلال بفترات استقرار واضطراب، وما يشبه الحرب الأهلية وبلا شك فقد كان دور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الأكثر استقرارًا، ولذلك تم ترشيحه لانتخابات المرحلة القادمة لقيادة البلد، وبين معارض يجد في مرضه مشكلة أساسية تمنعه إدارة مهام معقدة في زمن معقد، وبين من يراه صمام الأمان لا نرى أحداً يصل إلى استنتاج بمن سيكون الرئيس، ولكن المؤشرات تصفه على اللائحة الأولى باعتباره صاحب الشعبية الكبيرة والمؤيد من أوساط دولية حين قاد بلده في فترة حكمه إلى علاقات مميزة ابتعدت عن تصنيفات الماضي باليساري، والإسلامي وغيرهما إلى جانب وقوف الجيش معه..
مصر جربت ما قبل ثورة يوليو ١٩٥٢م حكومات شبه ديموقراطية، ولكنها قامت في ظل استعمار بريطاني كان المحرك لنظام الحكم الملكي، ومع الثورة وتسلسل نظامها الذي انتهى بمبارك جاءت الثورة لتعلن مسار اتجاه جديد، ولأن القوة المرشحة لحكم الاخوان المسلمين فقد استطاعوا السيطرة على مفاصل الدولة في انتخابات شعبية، غير أن ادراكهم لإدارة الحكم يختلف عن إدارة حزب الجماعة، فقد سيطر عليهم هاجس أن الفرصة التي حصلوا عليها تجعلهم نواة الخلافة الإسلامية الأكبر، وهذا التطلع البعيد صرفهم عن هموم الداخل للخارج في مرحلة تحتاج طرح مشروع نظام لدولة تعيش في القرن الواحد والعشرين، لا الماضي البعيد، لتأتي ثورة تقتلع هذا النظام وتقطع جميع أوصاله، وهنا كان لابد من ضبط نظام البلد بالقوة العسكرية والتي عجز الاخوان تدجينها أو إلغاءها كما جرى في ثورة الخميني وما بعد احتلال العراق، فكان لابد من تدخل الجيش وطرح خطة طريق تؤدي إلى حكومة وطنية منتخبة..
المؤشرات تعطي نجاحاً جيداً للانتخابات القادمة، لأن مصر أقل البلدان العربية في تشابكات عرقية أو دينية، ولأسباب موضوعية سطع نجم السيسي ليكون قائد المرحلة القادمة، وهناك من المعارضين من يأتي على موضوع حكم العسكر الذي دام عدة عقود ويخشى أن يعود بنفس الشكل والموضوع، وهذا مستبعد لأن الظرف الزمني تغير حتى لو عاد عبدالناصر أو السادات لما استطاعا إعادة نفس النظام بسبب انتشار الوعي والوسائل التي أدت إليه..
هنا نسأل هل الدول التي تستعد لانتخابات قادمة ستكون النموذج المحتذى عربياً أم أنها دورة لنظم جديدة سوف تدخل اختبار النجاح والفشل في تجارب معقدة وصعبة.
“الرياض”
اقرأ أيضا
سوريا.. زخم دبلوماسي إقليمي ودولي وخطوات لبناء المؤسسات
التقى القائد العام للإدارة السورية أحمد الشرع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في دمشق -أمس الأحد- وأكدا أهمية تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وتعزيز الحكومة المقبلة، كما دعا الجانبان إلى رفع العقوبات عن سوريا.
تامسنا تستضيف الدورة الأولى لملتقى الفيلم بتنوع فني يناقش قضايا السينما
تنظم جمعية السناء للمسرح والثقافة، بتعاون مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، الدورة الأولى لملتقى …
بحضور المملكة.. اختتام أشغال الدورة الـ10 لوزراء العدل الأفارقة
أفادت وزارة العدل بأن أشغال الدورة الـ10 العادية للجنة الفنية المتخصصة المعنية بالعدل والشؤون القانونية …