أعجبتني فقرة قالها المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، في بيان ترشحه للرئاسة وتقول الفقرة بالنص «إن اعتزامي الترشح للرئاسة، لا يصح أن يحجب حق الغير وواجبه إذا رأي لديه أهلية التقدم للمسئولية، وسوف يسعدني أن ينجح أي من يختاره الشعب، ويحوز ثقة الناخبين». هذا كلام محترم ويستحق التقدير، وأعتقد أن الرجل صادق فيما يقول، وأنه سعيد أن يري من يختاره الشعب لكرسي الرئاسة من بين عدة مرشحين، وأعتقد أن هذه الفقرة جاءت ضمن بيان متوازن ومسئول وعقلاني للسيسي.
وأتصور أن الفقرة التي أقصدها موجهة مباشرة الي من يستعد للهجوم علي أي مواطن ينتوي المغامرة ويرشح نفسه أمام السيسي، وأرجو أن يحسم السيسي هذه المسألة مبكراً، ويتأكد أن شلة النفاق، تستعد بكل أسلحتها وأبواقها للهجوم علي من يرغب في خوض السباق، وكأنه عدو لدود، وغير وطني.
أرجو من السيسي أن ينتبه الي أن نسبة من هؤلاء، ربما يكونون سببا في «تطفيش» الناخبين، وسبباً في فقد الدعم الشعبي، وظني أن نسبة من المتعصبين للسيسي، يسعون الي لفت نظر الرجل، حتي ينالهم من الحب جانب، عندما يجلس الرجل علي عرش مصر، هؤلاء ينتظرون الغنائم، ويتوقون الي العودة للسبوبة، التي ربما فقدوها بعد ثورة 25 يناير، لا أريد أن يفهمني أحد خطأ، فهناك بالطبع شرفاء كثيرون في حملة السيسي ورموز وطنية محل تقديرنا.
إذن أتمني ممن يرغب في خوض الانتخابات، ألا يتردد، ونشد علي أيدي من لديه اهلية للترشح، – وفقا لما قاله السيسي – أن يبادر ويعلن ترشحه بكل قوة وشجاعة، وأتصور أن أي مرشح سوف يكون سعيداً للمنافسة الشريفة من المرشحين الجدد، لأن الهدف هو مصر أولا وأخيرا دون شخصنة ودون تجريح، أو خوض في الاعراض وغيرها، الطبيعي أن يكون لدينا مرشحون ينتمون لكافة الأطياف والاتجاهات والكتل السياسية، حتي يختار الشعب أفضل برنامج، ولذا نقول دائما إن علي الناخبين، أن يركزوا علي البرامج أولاً، دون عواطف أو مجاملات، وشخصنة.
علينا أن نبدأ في إعادة التفكير ومراجعة انفسنا، الآن لدينا كامل الفرصة، كي نثبت للعالم أننا شعب حضاري، وأننا شعب يستحق حياة أفضل من الوضع الحالي بكثير، وأن رأي الشعب هو السيد.
نريد أن يشعر كل مواطن، أنه حر فعلا، بلا ترهيب أو ترغيب، نريد من الاعلام، «صحافة وتليفزيون» أن يكونوا محايدين، يركزون علي مصلحة الوطن وليس مصلحة مرشح بعينه، يا سادة من يحب مصر فعلا عليه أن يعمل علي احترام رغبة الآخرين، لا يفرض علي غيره مرشحا معينا، ولا برنامجا معينا، من حق كل مرشح أن يتساوي مع باقي المرشحين، في الظهور الاعلامي، من حق أي مرشح أن يمارس حقه في الدعاية وفقا للقانون دون ترهيب أو خوف من بطش أحد، انتهي عصر الاذعان والترويع والتوقيع علي بياض.
الناس تنتظر الفرج من الرئيس القادم، الشعب يتوجع – أقصد الفقراء – وبالتالي أناشد كل عاقل أن يقرأ برنامج كل مرشح، ويكون البرنامج قبل المرشح، لا يهمنا شكل ومنظر وهيئة وشهادات المرشح بقدر ما يهمنا برنامجه، في حين تهمنا صحته وقواه العقلية. ونذكر ان الرئيس الامريكي الشاب باراك أوباما، مثال واضح، لمرشح رئاسي اختاره الشعب الأمريكي وفاز باكتساح في دورتين متتاليتين، اختار الشعب الأمريكي برنامجا وليس مرشحا، لم يقل أحد إن أوباما أسمر اللون، وإنه غير وسيم، وانه عاني في طفولته وصباه، وانه غير حاصل علي الدكتوراه، أو النياشين والأوسمة العسكرية، إذا كان له خلفية عسكرية، وغير ذلك من الأمور التي مازلنا نهتم بها للأسف ونترك البرنامج، المواطن الأمريكي يعلم ان أسرة أوباما من أدغال أفريقيا، وأن جده مسلم متدين، واسمه علي اسم حفيد الرسول عليه الصلاة والسلام. نأمل أن ننتبه هذه المرة ونتعلم مما سبق، كما نأمل التوفيق الدائم للرئيس القادم.
“الوفد” المصرية
اقرأ أيضا
المفتي العام للقدس يشيد بالدعم الذي يقدمه المغرب بقيادة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني
أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، اليوم الأحد …
المنتدى المغربي الموريتاني يرسم مستقبل تطور العلاقات بين البلدين
أشاد المنتدى المغربي الموريتاني، باللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ …
مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة
شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.