برا وجوا.. الخطر واحد

تحول خبر اختفاء الطائرة الماليزية والرحلة المشؤومة «إم إتش 370» إلى مادة إعلامية دسمة، وأصبحنا جميعنا متشوقين لمعرفة ما حل بتلك الرحلة، وأطلق عنان التخيل على مصراعيه لأخصائيي الملاحة واللحامين والنجارين والمزارعين وصيادي السمك في جزر المالديف، فهم أيضا رأوا الطائرة وهي تحلق على علو منخفض جدا وكانت على وشك الهبوط على مدرج إحدى الجزر، وبائع خضراوات ماليزي رأى الطائرة وكأنها شعلة نار في الأجواء الماليزية، وفتحت تلك الحادثة المأساوية أريحة المبدعين على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي فقاموا بإطلاق أفلام مفبركة للطائرة تظهر وكأنها تطفو على سطح ماء المحيط وبجانبها بعض الناجين، وانتشرت صور أخرى لحطام الطائرة في المحيط، وعنوان يشير إلى حل لغز الطائرة المنكوبة والعثور على الحطام.
الأمر مأساوي بالفعل، لا سيما لذوي الركاب المرابطين في مطار كوالالمبور منذ أن فقدت الطائرة، وسط تكهنات، وعدم وجود حجج مقنعة لفقدان الطائرة وإمكانية وقوعها وتحطمها في المحيط مع شح واضح في إعطاء المعلومات من قبل السلطات الماليزية.
والأمر المأساوي الآخر هو أن هناك نسبة كبيرة من الناس الذين يخافون أصلا من السفر بالطائرة، وهذه الحادثة قد تكون سببا إضافيا لزيادة رهبتهم من السفر جوا، خصوصا وأن هناك تكهنات بأن الطيار قد يكون وراء اختفاء الطائرة، الشيء المحزن هو أن الطائرات الحديثة يمكنها التحليق من دون الحاجة لطيار، فما بالك إذا صدقت التوقعات وعثر على الطائرة وتبين بأن الطيار هو من دبر الجريمة، فكيف يمكننا أن نثق بقائد الطائرة والمسؤول عن أرواحنا، إذا ما تحول الطيار إلى قاتل.
هذه كلها تكهنات، ولو أن المشهد سوداوي، وإذا فكرنا منطقيا فإمكانية العثور على الركاب أحياء فرضية شبه معدومة، ولكن لا بد من التحلي بالأمل لحين ثبوت العكس.
هناك دراسات كثيرة أثبتت على مر السنين بأن السفر بواسطة الطائرة هي أكثر أمنا من التنقل بواسطة السيارة، وإمكانية الموت جوا بنسبة صفر فاصل مليار ميل بالمقارنة مع 24 مليار ميل بواسطة البر، وأن الرحلات الطويلة هي أكثر أمنا من الرحلات قصيرة المدى، لأن الحوادث غالبا ما تحدث عند الإقلاع أو الهبوط.
وهناك بعض المختصين بشؤون الملاحة الذين يعتقدون بأن تلك النسب غير دقيقة لأن نسبة الموت بواسطة التنقل برا لا تشمل التنقل بالسيارة فقط، إنما تتعدى ذلك لضم نسبة المشاة وسائقي الدراجات الهوائية.
فهذه النسبة مقنعة إذا نظرنا إليها من ناحية التكنولوجيا الحديثة، فالطائرات تتمتع بهيكل يتحدى العواصف والصواعق، ولكن وبنفس الوقت تقدمت صناعة السيارات والقطارات وحتى السفن كثيرا، وأصبحت آمنة أكثر من ذي قبل.
فهل يعقل بأن نتوقف عن السفر جوا بسبب حادثة هنا وأخرى هناك؟ بالطبع لا، فالأعمار بيد الله، وتبقى صلواتنا مع أهالي الركاب، على أمل العثور على الطائرة الماليزية.
“دنيا الوطن”

اقرأ أيضا

المفتي العام للقدس يشيد بالدعم الذي يقدمه المغرب بقيادة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني

أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، اليوم الأحد …

المنتدى المغربي الموريتاني يرسم مستقبل تطور العلاقات بين البلدين

أشاد المنتدى المغربي الموريتاني، باللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ …

مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة

شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *