الجزائر تونس..اطمئنان أم رهان!؟

ثلاثي المساعدات التي تضمنها اتفاق التعاون الجزائري التونسي، أي الوديعة والقرض والهبة، لا شك أنها ستمنح الأشقاء في تونس جرعة أوكسجين هائلة، من شأنها أن تريح كثيرا السلطة الجديدة التي ستفرزها الانتخابات المقبلة في تونس الخضراء.. وليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الجزائر مساعدات للجارة تونس رغم ما كان يبدو على موقف الجزائر من “تحفظ” على المستجدات التي فرضتها الثورة التونسية التي أزاحت نظام بن علي حليف السلطة “المهم” في الجزائر..
إن جنوح الجزائر للتعامل إيجابيا مع الوضع الجديد في تونس يدفع إلى الاعتقاد بأن قصر المرادية يكون غيَّر تقديره للأشياء في تونس بالرهان على استقرار المنطقة أكثر من تركيزه على طبيعة “النظام” الذي أفرزته ثورة الياسمين.. ويبدو أنه اطمأن للمسار الديمقراطي وتوجهات المنحى الانتخابي المقبل بعد تطمينات حركة النهضة ونفيها نيتها احتكار الساحة السياسية، وتنازلها طواعية عن المنافسة على رئاسة الجمهورية ورهانها على الشراكة في الحكم، رغم ما تتمتع به من شعبية تؤهلها لحصد كل السلطات..
ظاهر الأشياء يدفع إلى ترجيح تحاليل معمقة لجوهر سياسة الجزائر التونسية، لكن “التجربة” التاريخية تلقي بظلالها على هذه السياسة.. فكثيرا ما صرفت الجزائر من الأموال إقليميا ودوليا، وبذلت من الجهود والمساعي سواء في تأييد حركات التحرر في إفريقيا والعالم لكنها زهدت في استثمار ذلك فيما بعد بل انتهى بها المقام إلى نكث غزلها، في جنوب إفريقيا وناميبيا والموزمبيق وأنغولا وغيرها.. فهل ستعيد الجزائر في تونس وليبيا وغيرها نموذج الفشل نفسه أم أنها استفادت من الدروس القاسية؟ تلك هي المسألة، وذلك هو المحك..
“الشروق” الجزائرية  

اقرأ أيضا

الصحراء المغربية

منزلقات تأويل موقف روسيا من المينورسو

أثار التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص التمديد لبعثة المينورسو جدلا كبيرا في مختلف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *