إحدى عشرة سنة على سقوط نظام صدام حسين في العراق والمأساة العراقية تتعاظم. والشرور في العراق تتناظم. وثلاث سنوات ويزيد على سقوط نظام القذافي والمأساة الليبية تتعاظم. والشرور في ليبيا تتناظم. تطابق في النسخ الكارثي واختلاف في زمن الكارثة بين البلدين و تتشابه الأحداث التي سبقتها خطوات فهى ذات الخطوات في البلدين :
في العراق:
سرح الجيش العراقي تسريح ضارب وهو الجيش الذي خاض نزولا وصعودا التجارب وحلت بدله كتائب طائفية لا تنتمي الى العراق بل تنتمي الى طوائفها وتبع ذلك تبديد السلطات الأمنية وإرخاء الأحكام الأمني العراقي.
في ليبيا:
جمد الجيش الليبي وآرخيت صلابته وحلت الحزمة الأمنية المتمثلة في اجهزة أمنية معروفة بإتقانها الأمني.
والنتيجة:
إيقاظ الأجرام النائم بكل تنوعه وتعدده، ففي الدولتين نشأت العصابات الإجرامية والدينية والسياسية، وكان مآل الدولتين، سيادة الأجرام. وتعاسة الأعوام. وتعلق النفوس بالآلام. فقتل الأبرياء، شيوخ وأطفال ونساء. باغتيالات وتفجيرات مدمرة هوجاء. حولت الأجساد الى أشلاء. والمباني الى حطام وهباء. وغير القتل العام ساد القتل الخاص، ففي العراق يخص القتل على الطائفة وفي ليبيا علي القبيلة.
في العراق:
الظلم تحت القانون، بإصدار قانون اجتثاث البعث لدحر كل من له خبرة وتدبير في ادارة الدولة العراقية، مع إدارة حكومية لمتابعة هذا القانون هى الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث.
في ليبيا:
الظلم تحت القانون، بإصدار قانون العزل السياسي لدحر حتى من عرف بنزاهته وجودة إدارته وكأنه قد كفر بعد إيمانه والعياذ بالله،مع ادارة حكومية لمتابعة قانون العزل السياسي هى هيئة تطبيق معايير تولي المناصب العامة.
والنتيجة:
اختلال اداري وحكومي وقانوني وتخبط وخلط اداري وقانوني أدوا الى انحدار في ادارة الدولتين ودفنهما احياء في مقابر البلدان، وسادت المهاترات الإدارية والحكومية، فانهارت الخدمات الصحية والبلدية والكهربائية والاتصالات والوقود وغيرها ، وغير ذلك فان التعمد واحد بين الدولتين في تخريب الشبكات الكهربائية وشبكات الاتصالات وشبكات المياه وأدى الى انقطاع متكرر لخدمات هذه الشبكات على البلدين.
في العراق:
تبخرت مليارات الدولارات دون ان تكون هناك أوجه أنفاق لهذه المليارات.
في ليبيا:
تبخرت مليارات الدولارات دون ان تكون هناك أوجه أنفاق لهذه المليارات.
غير ذلك:
فان المليارات التي تبخرت من الدولتين تبخرت كما تتبخر الواحات العذبة السائبة في الصحاري الحارة البعيدة وهى لا تتبخر لتتحول سحابا ثم مطرا هى تبخرت في البطون الجشعة. عند الشخوص البشعة. سرقة واختلاسات، فيسرقون ليعيشوا هم وتموت الشعوب بمالها المسروق منها.
في العراق:
القوى السياسية بعد صدام قامت بالاستيلاء على أموال الشعب العراقي ومبان وأراضي الدولة وارصدتها العقارية ومنازل المسؤولين العراقيين السابقين.
في ليبيا:
كتائب الثوار والتى اصبح بعضها فيما بعد قوى سياسية هى الاخرى قامت بالاستيلاء على أموال الشعب الليبي، بما عرف بغنائم او باختلاسات حديثة، وقامت هى الاخرى بالاستيلاء على مبان وأراضى الدولة وارصدتها العقارية ومنازل المسؤولين الليبيين السابقين.
غير ذلك:
التشابه العراقي الليبي، ان حزب الدعوة و هو من الأحزاب الشيعية في العراق يسيطر مغتصبا على مطار بغداد القديم المعروف بمطار المثنى في وسط بغداد، وأحزاب وكتائب في ليبيا تسيطر هى الاخرى مغتصبة لمطاري معيتيقة وطرابلس الدولي.
في العراق:
تدور الإدارات، الحكومية وتتحرك الشركات بسيطرة الشيعة عليها.
في ليبيا:
تدور الإدارات، الحكومية وتتحرك الشركات بسيطرة الاخوان المسلمين والجماعات الدينية عليها.
والنتيجة:
فساد حكومي غير مسبوق، فالصفقات العامة في العراق لاتعود على الشعب العراقي بل على الشيعة والصفاقات العامة في ليبيا لاتعود على الشعب الليبي بل على تنظيم الاخوان المسلمين والجماعات الدينية ذات العقائد المنحرفة وقد نآت خزائنهم من الامتلاء بعد سقوط النظامين.
في العراق:
أزهقت حقوق الانسان وابطلت حقوق المواطنة، فسن الإعدام دون محاكمات والسجن والتعذيب، والاعتقال السياسي، وتهجير العائلات بسبب الحرب الطائفية.
في ليبيا:
أزهقت حقوق الانسان وابطلت حقوق المواطنة فسن الإعدام من بعض الكتائب المحسوبة على
الدولة والسجن لمدد طويلة دون محاكمات وانتشار التعذيب النفسي والبدني للسجناء، وتهجير عائلات ليبية في الداخل والخارج دون علاج لتهجيرها.
والنتيجة:
تفكك النسيج الاجتماعي وطفوح الأحقاد والايغال في الثأرات الاجتماعية.
في العراق:
جيوش اجنبية مظللة تحت شركات امنية بعض أفرادها كانوا في أفغانستان.
في ليبيا:
جيوش اجنبية مظللة بشركات امنية بعض أفرادها كانوا في أفغانستان وبعضهم في العراق
وبعض هذه الشركات تتبع منظمات دولية وبعضها بجنسية ليبية ولكنها شركات امنية اجنبية.
والنتيجة:
تقارير يومية مخابراتية عن أوضاع الدولتين لدول اجنبية، وسيطرة اجنبية لمواقع وطنية.
هذا بعض التطابق وهناك الكثير من تطابق الحال. وسواء المآل. بين الدولتين،
فذات السبيل الذي دفع اليه العراق دفعت اليه ليبيا فكان العراق النسخة القديمة وليبيا النسخة الجديدة.
في النسخة العراقية، أسس لدستور وانتخب مجلس النواب وعين رئيس الوزراء وانتخب رئيس الدولة ، ولاشئ في العراق الا الدمار، لان التأسيس كان بدون قواعد.
وفي النسخة الليبية سيؤسس لدستور وانتخب مجلس نواب وسيعين او ينتخب رئيس وزراء ثم ينتخب رئيس دولة ولن يكون في ليبيا الا الدمار كالعراق لانه تأسيس بدون قواعد وما قام على الفراغ سيكون فراغ، السؤال هنا، كيف نجح صدام ونجح معه القذافي في الاحتفاظ بدولتين مستقرتين طيلة فترة حكمهما ؟،
لأنهما لم يدمرا القواعد الاساسية التى تقوم عليها الدول من بداية حكمهما كما دمرها العراقيون والليبيون من بعدهما فاحتفظا بالجيش والمؤسسات الأمنية وحاولا الحفاظ على النسيج الاجتماعي من التفكك سواء بالحديد والنار او بالقوانين والإجراءات الحكومية.استبداداً او غير ذلك،واستقرار العراق او ليبيا لا يتوقف على صدام او القذافي، بل يتوقف على العقول المدية. والنفوس التى بالفضائل غنية. وهؤلاء اعتكفوا في حياتهم الخاصة، وما انفجرت براكين المآسي في البلدين بعد صدام والقذافي الا بتولي حكم البلدين شخوص ضيقة في حجومها النفسانية وحجومها العقلانية وليس لغياب صدام او القذافي إنما لغياب العقول فالأزمة أزمة عقول وليس أزمة صدام او القذافي، ابحثوا عن الشخوص الواسعة التي تفني شخوصها لتعش شعوبها، وليس الشخوص الضيقة التي تفني شعوبها لتعش شخوصها.
“شبكة الأخبار الليبية”
اقرأ أيضا
المفتي العام للقدس يشيد بالدعم الذي يقدمه المغرب بقيادة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني
أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، اليوم الأحد …
المنتدى المغربي الموريتاني يرسم مستقبل تطور العلاقات بين البلدين
أشاد المنتدى المغربي الموريتاني، باللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ …
مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة
شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.