ليبيا.. الطريق الوعر

دخلت ليبيا نفقا مظلما لاتبدو نهاية له فى الأمد القريب، وأصبح البلد الشقيق أحد أسوأ الأماكن فى العالم، بسبب انعدام الأمن، وسيطرة الميليشيات المسلحة المتناحرة على مقاليد الأمور فى البلد الذى انعزل عن العالم، بعد حصار مطار طرابلس وتحطم 90% من الطائرات الموجودة به.
وهناك الآن بوادر تصعيد كبير بين الجيش الذى يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر والميليشيات المتحالفة معه من جهة، والميليشيات الإسلامية المناوئة من جهة أخرى، والمعركة الكبرى هى الاستيلاء على العاصمة، ومابين الفريقين تزداد معاناة الليبيين يوما بعد آخر، وتزداد الخطورة على وحدة الكيان الليبى ومستقبله، وقد أصبح الحل فى نظر كل فريق هو القضاء على الطرف الآخر وإقصاءه من المشهد برمته ، وكل طرف يسعى الآن لاستقطاب أنصاره وحلفائه فى الإقليم والعالم،وأصبح الحل فى نظر بعض الأطراف الليبية هو الاستنجاد بتدخل دولى للهروب من الجحيم الحالى .
والدول العربية الشقيقة ودول جوار ليبيا تقف عاجزة إزاء هذا المشهد المأساوي العبثي، الذي أصبح مهددا كبيرا لأمن تلك الدول، بعدما أصبحت ليبيا مأوى للإرهابيين ومركزا لتدفق السلاح إليها، ورغم أن هذه الدول تحاصرها انشغالاتها الداخلية، وتعصف بها جميعا أعاصير عاتية فى منطقة يعاد فيها ترسيم الحدود وتقسيم مناطق النفوذ، ووسط ذلك كله يأتي الاجتماع الأخير لدول جوار ليبيا فى مدينة الحمامات التونسية، كبادرة إيجابية، لكن المبادرة التي ناشدت الأطراف الليبية وقف العنف، ودعت إلى العمل على مسارين، أحدهما سياسي تتولاه مصر، والآخر أمنى تتولاه الجزائر، وترأسهما تونس، يبدو الطريق أمامها شديد الوعورة ملبدا بالغيوم والأعاصير، وعليها أن تسابق الزمن، والتحرك بفاعلية للإنجاز على الأرض، للحيلولة دون سيناريوهات كارثية، من متطرفين يسعون للسيطرة على مقدرات ليبيا الدولة البترولية الغنية، ذات الموقع الاستراتيجي، أو من قبل قوى كبرى تدخلت عسكريا للإطاحة بنظام القذافي، والآن تنأى بنفسها عن مساعدة الليبيين للوصول إلى وضع مستقر، وستتدخل بطريقتها لتحقيق مصالحها.
“الأهرام”  

اقرأ أيضا

الصحراء المغربية

منزلقات تأويل موقف روسيا من المينورسو

أثار التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص التمديد لبعثة المينورسو جدلا كبيرا في مختلف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *