قامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بإقالة الناخب بادو الزاكي من تدريب المنتخب المغربي في الأسبوع الماضي، مما جعل الشارع المغربي يستغرب من قرار رئيس الجامعة فوزي لقجع، الذي نفى خبر الإقالة مسبقا أمام وسائل الإعلام، ثم أعلن إقالة الزاكي، مما يبرز التناقض الكبير لدى المسؤول عن الكرة الوطنية.
قرار فوزي لقجع المتناقض، طرح العديد من التساؤلات لدى الرأي العام المغربي، حول الأسباب الحقيقية وراء إقالة المدرب الوطني بادو الزاكي من الفريق الوطني، لاسيما أنها جاءت بعد إقالة محمد فاخر من المنتخب المحلي عقب إخفاقه في “الشان”.
فالظرفية التي تمت فيها إقالة الزاكي، اعتبرها الكثير من المتتبعين مجازفة ومغامرة من الجامعة، وغير منطقية لأنها متعلقة بمستقبل ومصير منتخب، وليس نادي في البطولة، وقد يؤثر هذا التغيير على إستقرار تركيبة المنتخب الأول، الذي سيحتاج لوقت أطول مع المدرب الجديد، لكي يكون جاهزا لمواجهة منتخب الرأس الأخضر في مباراة مصيرية عن تصفيات كأس افريقيا للأمم.
عدة أسباب متداخلة كانت وراء إقالة الناخب الوطني بادو الزاكي، حسب ما تم تداوله مؤخرا سواء في الصحافة أو بين الأطر الوطنية أو لدى الرأي العام، من أبرزها خلاف الزاكي مع مساعده مصطفى حجي الذي يحظى بدعم من رئيس الجامعة فوزي لقجع، إلى جانب حصول خلافات بين بعض اللاعبين المحترفين معه مثل بلهندة وبرادة، والذين أسسوا نقابة في داخل المنتخب للإطاحة ببادو الزاكي من لمنتخب الأول.
وحسب أحد الأطر الوطنية التي سبق لها العمل مع الزاكي، فإن من بين الأمور التي جعلت الزاكي مستهدفا، هي الصرامة التي يمتاز بها في عمله سواء مع المحترفين أو المحليين، إذ أكد هذا الإطار أن الصرامة والمعاملة الحازمة مرفوضة من بعض اللاعبين،وسبق أن خلقت خلافات بين المحترفين في أوروبا ومدربي المنتخبات، مثل خلاف الزاكي مع النيبت، و خلاف الزاكي مع حجي عندما كان لاعبا، ثم خلاف غيريتس مع تاعرابت، وخلاف الطاوسي مع بلهندة.
فقد تعرض الزاكي لتحالف كبير، شارك فيه أعضاء جامعيون ووكلاء اللاعبين، وعناصر محترفة تنتمي للمنتخب الوطني، إلى جانب بعض المنابر الإعلامية التي هاجمت الزاكي عقب خسارة المنتخب أمام غينيا الإستوائية ودعت إلى إقالته من منصبه، كما لجأ بعض “السماسرة” الذين يستفيدون من صفقات بيع اللاعبين للأندية الأجنبية، بحملة ممنهجة داخل الفريق الوطني للإطاحة بالزاكي من قيادة المنتخب.
طريقة إبعاد الزاكي من المنتخب المغربي، هي نفس الطريقة التي تمت بها إقالة الإطار الوطني سعيد عويطة من الادارة التقنية لألعاب القوى الوطنية، إذ منذ رحيل أسطورة ألعاب القوى المغربية والعالمية عن الجامعة، لم تحقق المنتخب الوطني لألعاب القوى والعدو الريفي أية نتائج، ومازال مستوى العدائين المغاربة في بطولات العالم وفي السباقات الدولية ضعيفا، مقارنة مع أيام الكروج وجواد غريب وبيدوان وبولامي وحيسو.
فبعد إبعاد الزاكي عادت الجامعة مرة أخرى لعقدة المدرب الأجنبي، رغم فشلها في عهد الجنرال بنسليمان والفاسي الفهري، في تحقيق نتائج ملموسة مع العديد من الأطر الفرنسية في مقدمتها هنري ميشيل وروجي لومير مدرب المنتخب الفرنسي سابقا، حيث فشلت جميع الأطر الفرنسية والأجنبية، في قيادة المنتخب الوطني خلال بطولات افريقيا سنوات 2000، 2006، 2008، 2012.
لم تستطع جميع الأطر الأجنبية التي مرت بالمنتخب المغربي، تحقيق أي لقب قاري منذ 40 سنة، رغم الرواتب الكبيرة والامتيازات الكثيرة التي تمتعت بها هذه الأطر، من حيث الإقامة والسيارة والطائرة والفنادق، التي تربحها من مالية الجامعة، مثل( هنري ميشيل، فليب تروسي، هنري كاسبرزاك، أومبيرطو كويلهو، روجي لومير ثم إيريك غيريتس). فأين يكمن الخلل هل في المدربين أم في المسيرين أم في اللاعبين؟؟؟.
الكل يراهن على هيرفي رينار لتحقيق نتائج على الأرض، لكن المدرب الذي تعلم من كلود لوروا أساليب التدريب، فشل في عدة محطات ولم يحقق فيها أي شيء، خصوصا مع منتخب أنغولا، وفريق إتحاد العاصمة الجزائري، ونادي سوشو، ثم مع فريق ليل الفرنسي بداية الموسم الحالي، أما بالنسبة لإحرازه للقب إفريقيا مع منتخبي زامبيا وساحل العاج فقد كان للحظ دور كبير في تتويجه باللقب القاري، مستغلا مرض بعض المنتخبات الإفريقية القوية مثل مصر والكاميرون ونيجيريا وغانا.
يظل السؤال المطروح لماذا تحافظ بعض المنتخبات العالمية على إستقرارها، مثل منتخب إسبانيا الذي يقوده المدرب فيسنتي ديلبوسكي منذ مونديال2010، بينما تلجأ الجامعة في كل عام أو عامين إلى تبديل مدرب المنتخب بآخر أجنبي، وهل هذا مقبول ؟؟؟.