نعى عدد من الفنانين المغاربة، عبر حساباتهم بمنصات التواصل الاجتماعي، الممثل عبد القادر مطاع، الذي وافته المنية أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز 85 عاما، تاركا إرثا فنيا غنيا.
وتفاسم رشيد الوالي، عبر صفحته الخاصة بمنصة تبادل الصور والفيديوهات “إنستغرام”، صورة جمعته بالراحل، وعلق قائلا: “برحيل عبد القادر مطاع، يفقد المغرب أحد أعمق الأصوات وأكثرها صدقا.. رجل لم يكن ممثلا فقط، بل ذاكرة حية من جيل صنع البسمة والوعي بصمت واحترام”.
وأضاف: “عرفناه في شخصية الطاهر بلفرياط، رمز الطيبة المغربية، بحسه الكوميدي الهادئ الذي يضحك دون ابتذال، ويُعلّم دون أن يتعالى. كما عرفناه أيضا بصوته الدافئ في الوصلات الإشهارية التي رافقت طفولتنا، بصوت يحمل صدقًا ودفئًا لا تصنعه التكنولوجيا، بل يصنعه القلب”.
وتابع الوالي في ذات المنشور قائلا: “مطاع لم يكن نجم شاشة فقط، بل كان ضميرا فنيًا ظلّ وفيًّا لفنه رغم المرض والتجاهل والسنين. كان يُجسّد جيلًا من الفنانين الذين لم يطلبوا المجد، بل خدموا الفن كما يُخدم الوطن — بصمتٍ وإخلاص. رحل الجسد، لكن بقيت البصمة. بقي الصوت. بقي الأثر. رحم الله عبد القادر مطاع، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه من فرح وصدق في ميزان حسناته. إنا لله وإنا إليه راجعون. وعزائي لعائلته ومحبيه. دون أن انسى العزاء لاصدقائه الأوفياء ومنهم السيد عمر والذي زارني في بيتي برفقته بعد ان فقد البصر”.
وكتب محمد الخياري على وفاة عبد القادر مطاع: “فارقنا إلى دار البقاء الاستاذ والرائد والأب، الزميل عبد القادر مطاع. أنا لله وانا اليه راجعون”.
وقال المخرج والمؤلف والمنتج المغربي أحمد بوعروة: “رحل عبد القادر مطاع… رحل الصوت الذي كان يُشبه الوطن، والوجه الذي حمل صدق الإنسان قبل أن يحمل ملامح الشخصية. كنتُ أكتب له، وكان يُعطي للحروف حياةً أمام الكاميرا… كنت خلف المشهد، وهو في الضوء، نتقاسم الحلم نفسه: أن يبقى الفن مغربيًا نبيلاً، صادقًا، وإنسانيًا”.
وتابع: “في كل عمل جمعنا، كان مطاع أكثر من ممثل… كان ذاكرة تمشي، وضميرًا ناطقًا، وصوت جيلٍ آمن بأن التمثيل رسالة وليست مهنة. كان يدخل المشهد وكأنه يدخل صلاة، بعينين تُدركان عمق الوجع، وبابتسامة تُداوي العالم. رحيله وجع شخصي، وجرح مهني…”.
وختم بوعروة تدوينته الفايسبوكية قائلا: “فقدتُ أخًا حقيقيًا، ورفيقًا لا يُعوّض، ووجهًا سيبقى يطلّ عليّ من بين السطور كلما كتبت مشهدًا جديدًا. عبد القادر مطاع لم يغادر… ترك فينا ما هو أعمق من الذاكرة: ترك روحًا تُعلّمنا أن الفن صدقٌ أو لا يكون. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وعلق هشام الوالي قائلا: “رحم الله الفنان الكبير عبد القادر مطاع، قامة فنية شامخة وأحد روّاد الدراما المغربية. ترك لنا إرثا من الصدق والإبداع سيبقى حيًّا في الذاكرة والوجدان وإنالله وإنا إليه راجعون”.
وكتب سعد لمجرد: “بكل حزن وأسى نودع اليوم قامة فنية كبيرة، فنانا قدم الكثير وأثرى الساحة بإبداعه وإحساسه الراقي.. رحم لله الراحل الفنان العملاق عبد القادر مطاع وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.. ستبقى أعماله خالدة في الذاكرة وملهمة للأجيال”.
وقالت دنيا بطمة على رحيل مطاع: “الله يرحمك القلب الطيب”.
ويعد الراحل من أعلام جيل الرواد سواء في السينما حيث وقع حضوره في فيلم “وشمة” للمخرج حميد بناني (1970)، وفي التلفزيون، حيث ارتبط في أذهان أجيال من المشاهدين المغاربة باسم “الطاهر بلفرياط”، الشخصية التي أداها باقتدار في مسلسل “خمسة وخميس” (1987).
ويذكر أن الراحل غاب عن الساحة الفنية، خلال السنوات الأخيرة، بسبب ظروفه الصحية الصعبة، بعدما فقد بصره تدريجيا، ما اضطره إلى الابتعاد عن الأضواء والمشاركة في الأعمال الفنية والمهرجانات التي اعتاد الحضور فيها.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير