وجد علماء أمريكيون أن حدوث طفرة في الجين BHLHE41، الذي يٌعرف القليل عنه، يسمح لنسبة صغيرة من الناس في العالم الحصول على ما يكفي من الراحة، دون الحاجة لقضاء ليلة كاملة في سرير النوم
وفي تجربة حرم العلماء من جامعة بنسلفانيا 100 زوجا من التوائم – المتطابقة وغير المتطابقة – من النوم لمدة 38 ساعة واختبروا يقظتهم وانتباههم كل ساعتين، قبل الوقوف على الزمن الذي يحتاجونه حتى يستعيدوا النشاط الكامل.
جاءت فروق صارخة في زوج من التوائم غير المتطابقة، حيث ظهرت في أحدهما طفرة جينية تسمى p.Tyr362His في الجين BHLHE41، الذي يعتقد العلماء أنه هام جدا في السيطرة على إيقاعات الساعة البيولوجية.
التوأم الذي ظهرت فيه الطفرة الجينية – مع 5 ساعات فقط من النوم – أخطأ بنسبة 40% أقل في اختبار التركيز، بعد الحرمان من النوم، واحتاج إلى 8 ساعات فقط وليس 9.5 ساعة لاسترداد النشاط الكامل بعد الانتهاء من التجربة.
وجد العلماء أن الطفرة الجينية لا تعطي صاحبها نوعية مختلفة من النوم، ولكنها تساعد في تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية، بحيث ينخفض عددها للوصول إلى شكل مفيد من النوم – يمنح صاحبه ذاكرة أفضل، واستعادة أفضل للنشاط البدني والعقلي.
البحوث نشرت في العدد الأخير من المجلة العلمية “النوم Sleep”.
ويقول العلماء : “هناك عدد من الطفرات من BHLHE41 تقلل النوم الكلي، مع الحفاظ على جودته، كما توفر مقاومة لآثار قلة النوم”.
وقد وجد فريق من الباحثين في الولايات المتحدة امرأة مسنة وابنتها قالتا أنهما على الرغم من ذهابهما إلى الفراش في الوقت الطبيعي يوميا، إلا أنهما يستيقظان قبل شروق الشمس، بكامل طاقتهما، طوال حياتهما.
هذا وتعد القدرة على التحكم – وربما في وقت لاحق هندسة هذه الطفرة وراثيا – ذات أهمية حيوية بالغة.
وتظهر أحدث بحوث المسح الوطني للصحة في أمريكا أن ما يقرب من 30 في المئة من جميع الأميركيين قد ينام أقل من 6 ساعات في اليوم. وغالبية هؤلاء لا يملكون الطفرة المفيدة، وبذلك يضر الحرمان من النوم تركيزهم وسرعة التفكير والذاكرة واللياقة البدنية.
ومن أشهر الشخصيات على مدى التاريخ المعروفين بقلة نومهم رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر، والقائد الفرنسي نابليون بونابرت والرسام الايطالي الشهير ليوناردو دافنشي.
يذكر أن هذه الطفرة الجينية توجد بنسبة حوالي 1% بين الناس على مستوى العالم.