استهوت العديد من التونسيات ممارسة رياضة الملاكمة، واللاتي تجاوز طموحهن مجرد البروز في اختصاصات متعارف عليها، ليشمل رياضة أبعد ما تكون عن الجنس الناعم خاصة بعد تألق الملاكمة ريم الجويني بإحرازها بطولة أفريقيا للأمم والميدالية البرونزية لبطولة العالم دفع الاتحاد التونسي للعبة إلى منح حيز أكبر من الاهتمام لرياضة تبدو في عديد البلدان حكرا على الرجال .
وتعود بدايات الملاكمة النسائية في تونس إلى العام 2004 عندما نجح المدير الفني لمنتخب تونس للملاكمة صبري نصيب وعدد من المدربين وأعضاء الاتحاد في وضع اللبنات الأولى لإنشاء منتخب نسوي للملاكمة كانت أغلب لاعباته من الناشئات حسب تقرير نشرته الجزيرة نت.
وعرفت الملاكمة النسائية التونسية أوج تألقها بعد بضع سنوات من انبعاثها، إذ توجت ريم الجويني بذهبية بطولة أمم أفريقيا في مارس/آذار 2010 بالكاميرون والميدالية البرونزية في بطولة العالم 2013 التي أقيمت في “باربادا”.
وفي صنف الشابات حلت الملاكمة آمال الشابي في المركز الثامن عالميا ضمن بطولة العالم 2014 في بلغاريا، وأحرزت مريم الحمراني برونزية بطولة أفريقيا 2010.
كما شهد أولمبياد لندن 2012 أول مشاركة للملاكمة النسائية التونسية، غير أن ممثلتي تونس مروى الرحالي وريم الجويني انسحبتا من الدور الأول.
وبلغ عدد المجازات في الملاكمة النسائية بتونس خلال السنة الماضية 256 رياضية يتوزعن على أكثر من 30 ناديا، أبرزها الجمعية العسكرية بباجة والنجم الساحلي والحي الرياضي ومستقبل قفصة. ويضم منتخب تونس أربع ملاكمات هن ريم الجويني ومروى الشابي وخلود الحليمي ومريم الحمراني.
واعتبرت بطلة أفريقيا ريم الجويني لاعبة نادي الحي الوطني حسب نفس المصدر أن الطابع العنيف للملاكمة لم يكن البتة حاجزا أمامها لدخول مجال هذه الرياضة وتشريف تونس، حول مسيرتها مع “القفاز” قالت الجويني إن بدايتها كانت في رياضة الكيك بوكسينغ، قبل أن تختار احتراف الملاكمة رغم الصعوبات التي تعرضت لها ونظرة الازدراء للملاكمات في تونس.
وبحسب الجويني التي حصلت مؤخرا على دبلوم التدريب في اختصاصها، فإن غياب الإمكانيات المادية هو العائق الوحيد أمام إشعاع الفن النبيل في تونس قاريا ودوليا.
من جهتها كشفت آمال الشابي لاعبة منتخب تونس للشابات أن قصتها مع الرياضة بدأت من بوابة كرة اليد، قبل أن تحول وجهتها بعد بضعة أسابيع إلى الفن النبيل رغم المعارضة الشديدة التي وجدتها من أفراد عائلتها.
وقالت الشابي (17 عاما)إنها واجهت صعوبات كبيرة لإقناع والديها بالالتحاق بالجمعية العسكرية في باجة (شمال غرب)، وما زالت تواجه حتى الآن مطالبات من عائلتها باعتزال الملاكمة لطابعها العنيف.
وتطمح تونس إلى إحراز اللقب الأفريقي عندما تخوض في الفترة من 14 إلى 21 يونيو المقبل بطولة أفريقيا في جنوب أفريقيا. أما على الصعيد الدولي فتعد بطولة العالم للملاكمة النسائية المنتظر إقامتها في كوريا الجنوبية بين 13 و25 نوفمبر2014 إحدى المحطات الكبرى لزميلات مريم الحمراني.