تقضي نساء صحراويات في المغرب أوقاتهن بنظم نوع خاص من الشعر، يسمى “التبراع”، يتغزلن فيه بالرجل من خلال كلمات رقيقة تُضمر أكثر مما تعلن، متسلحات بتطويع اللغة الحسانية السائدة في منطقة الصحراء، من دون أن يتجاوزن حدود الحشمة والوقار.
وتلجأ صحراويات إلى التغزّل بالرجل من دون أن يسمّينه، تعبيراً عن إعجابهن بشخصيته أو قوامه أو وسامته، غير أن أغلبهن لا يُفصحن عن هويتهن، بل تظل أشعارهن الغزلية “سرية” لا تخرج إلى العلن إلا في ما ندر، بسبب قيود المجتمع الصحراوي المحافظ.
وسُمي هذا النوع من الشعر “التبراع” لسببين، الأول أن هذا الشعر الصحراوي الخاص يكون “بارعاً” في صوغ الألفاظ وتنميقها، وأيضا لكون المرأة التي تلقي تلك الأشعار “تتبرع” بمشاعرها للرجل الذي تتغزل به، من دون أن تنتظر مقابلا لذلك، لكونها تخفي هويتها في الغالب.
وتنظم الصحراويات أشعارهن الغزلية بصفات من يعشقون من الرجال في شيء من السرية، لتنتشر “تبريعاتهن” في ما بينهن كصديقات داخل المجتمع الصحراوي، المعروف بمحافظته على التقاليد التي تحرّم على المرأة الجهر بمكنوناتها الداخلية.