هكذا نفذ حزب الله انتقامه “لقد كان باروخ أحد رؤوس الحربة في إصلاح استخبارات التكنولوجيا والإشارة في شرطة إسرائيل محولا إياها إلى منظمة مهنية حديثة على قدم المساواة مع ابرز المنظمات المماثلة في إسرائيل و العالم”.
بهذه الكلمات نعى مفوض الشرطة الإسرائيلية يوحنان أنينو باروخ مزراحي (47 سنة) رئيس وحدة الإستخبارات التكنولوجية في الشرطة الإسرائيلية وهو من سكان مستوطنة مودييعين، وعمل في الجيش الإسرائيلي لمدة 25 عاما تدرج خلالها في مناصب مختلفة، كما عمل ضابطا برتبة مقدم في وحدة الاستخبارات 8200 وهي أكبر وحدة إسرائيلية للتجسس الإلكتروني على البث الإذاعي والمكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا وتتخذ من النقب جنوب فلسطين المحتلة قاعدة لها وقد كانت هذه القاعدة في وقت سابق هدفا لعملية استخباراتية معقدة تمكن من خلالها حزب الله من اختراق منظوماتها الدفاعية والتقنية حيث فجر هاتفا محمولا داخل مختبرها “السري للغاية “.
كما سبق لهذه الوحدة ان شاركت في عدة عمليات ضخمة أهمها التنصت على مكالمات جرت بين إيران وباكستان وتتعلق ببرنامج إيران النووي كما نسب لها تطوير الفايروسات التي استهدفت الحواسيب المركزية بالمفاعلات النووية الإيرانية وألحقت بها أضرار كبيرة. عملية اغتيال مزراحي تمت في قرية إذنا بالضفة الغربية حيث أطلق مجهول النار عليه في سيارته وهو في طريقه إلى الخليل عشية عيد الفصح فقتله وأصيبت زوجته، وعلى الإثر ضربت قوات الجيش الإسرائيلي طوقا أمنيا على قرية إذنا وقامت بتمشيطها للاشتباه بلجوء منفذي العملية إليها ولم يسمح الجيش للقرويين بدخول القرية إلا بعد تفتيشهم والتحقق من هوياتهم.
العملية وكما وصفها الإعلام الإسرائيلي بــ”الضربة القاسية”والخسارة الكبيرة”تنم عن احترافية كبيرة ومقدرة عالية على الرصد والتخطيط والدقة في التنفيذ والسلاسة في الإنسحاب لا يمكن أن ينفذها أشخاص عاديون بمفردهم بل شبكة منظمة على درجة عالية من الكفاءة والتدريب.
و تبقى الصحف البريطانية المصدر الوحيد الذي أشار للجهة التي نفذتها والمتمثلة في حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي من خلال تنسيقها المشترك مع فيلق القدس الإيراني وذلك ردا على مقتل القائد حسان هولو اللقيس، والذي تم اغتياله في بيروت في كانون الأول/ ديسمبر 2013بالتنسيق مع استخبارات عربية في بيروت مطلع دجنبر من السنة الماضية وذلك تماشيا مع سياسة الحزب الإنتقامية لمقتل قادته والتي تستهدف أندادهم في الجانب الإسرائيلي.
ويعتبر اللقيس النظير المهني لباروخ مزراحي، و المسؤول عن اقتناء وتطوير الأسلحة واللوجستيك بحزب الله، وكان اللقيس عضوا في “المجلس الجهادي” (رئاسة أركان) لحزب الله، ومسؤولا عن الأبحاث الإلكترونية والتكنولوجية وتطويرها، وعن مكافحة التجسس الإسرائيلي وإرسال الطائرات من دون طيار فوق فلسطين.
إن عملية اغتيال مزراحي تعتبر بحق خرقا أمنيا نجح من خلاله حزب الله في تحقيق توازن الردع الأمني بعد ان نجح في تحقيق توازن الردع العسكري بالرغم من الحراسة المشددة التي كان يحظى بها مزراحي والتي كانت تصنف من بين الحراسات التي تحظى بها شخصيات الصف الأول في الدولة العبرية. وهو الأمر الذي أحرج الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وجعل قادتها يتحسسون رقابهم خاصة أنه مازال لدى حزب الله ثأر قديم يتمثل في الانتقام لقائد هيأة أركانه الحاج عماد مغنية”الذي اغتالته إسرائيل بالتنسيق مع مخابرات إقليمية مطلع فبراير من العام 2008 بدمشق والذي أقسم الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطاباته على الاقتصاص لمقتله في إطار ما يعرف بالحساب المفتوح.
ويذكر أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سبق أن أكد في أكثر من مناسبة أن الحزب لا ينتقم لقادته إلا من قيادات إسرائيلية موازية لهم في مستوى المسؤولية.
اقرأ أيضا
إصلاح مراكز الاستثمار على طاولة لجنة المالية من جديد
تنظر لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، بعد استكمال مراحل المناقشة والتصويت على مشروع قانون المالية برسم السنة المالية 2025، في مشروع قانون يهم إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار كما تم تعديله.
“اليونسكو” تدرس تسجيل “الحناء” على قائمة التراث الثقافي غير المادي
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” أنها ستدرس، شهر دجنبر المقبل، ترشيح الحناء …
حبس معلمة زوّرت 27 إجازة مرضية
قضت محكمة الاستئناف الكويتية بحبس معلمة لمدة سبع سنوات، بعد حصولها على 27 إجازة مرضية، …