محمد بوخزار –مشاهد24
استبعد، ماريانو راخوي، رئيس وزراء إسبانيا، تقديم موعد الانتخابات التشريعية، المقررة مبدئيا، نهاية شهر نوفمبر المقبل، او بداية الذي يليه.
وتسود الحزب الشعبي الحاكم، اجواء قلق وترقب بخصوص التدابير التي سيتخذها رئيس الحكومة بعد ان لمح في تصريحات سابقة الى احتمال اجراء تعديل حكومي جزئي،بهدف تسريع الالة الاقتصادية التي بدات تعطي ثمارها الاولى، متجلية في ارتفاع ملموس في معدل النمو، وتراجع طفيف في نسبة البطالة.
ويعكف، راخوي، على دراسة مدى وحجم التغيير الذي سيحدثه في القاطرة الحزبية التي ستوجه وتقود الانتخابات التشريعية نحو اعادة النصر، او مزيد من الانتكاسات التي يواجه تدعاياتها حاليا.
ويبدو ان هامش المناورة،بات ضيقا،امام الرئيس، لانجاح خطته واقناع الحزب، قاعدة وقيادة، خاصة وقد ظهرت تململات بخصوص اعادة ترشيحه لرئاسة الحكومة؛ اذ يتخوف من ذلك قطاع عريض في الكتلة الناخبة في الحزب الشعبي؛ يرون ان المرحلة الجديدة تتطلب وجوها مغايرة لا علاقة لها من قريب او بعيد، بتلك التي تورطت في ملفات فساد تفجرت متتابعة، في غضون الاشهر الماضية.
ويستدل منتقدو، راخوي،بالاحزاب المنافسة التي ستنزل الى المعترك الانتخابي، بوجوه غير مستهلكة وطاقات شابة، وبالتالي فهم يطالبون بالسير وفق ذات النهج.
وساهمت عدة عوامل في تراجع شعبية الحزب الشعبي، فبالاضافة الى ملفات الفساد وبطء التحسن في الاقتصاد، فان نزيفا داخليا اصاب التنظيم الحزبي،حرمه من ادوات التغيير والتحديث. انسحب المجددون وأسسوا حزبا بديلا ” ثيودادانوس ” حقق نتائج لاباس بها في الانتخابات الاقليمية،وابان عن نضج سياسي ومرونة اثناء المباحثات التي جرت بينه وبين الحزبين الكبيرين الشعبي والاشتراكي، لتشكيل حكومات مستقلة،خلاف حزب “بوديموس” الذي ابدى تعنتا وزهوا بالذات، في عدد من الاقاليم، بينها الاندلس.
وقد يساعد النهج الذي يتبعه “ثيودادانوس” كحزب وسط ليبرالي، في رفع حصته اثناء الاقتراع المقبل، لا سيما اذا لم تكن التغييرات التي سيعلنها راخوي، في مستوى انتظارات الرأي العام وانصار اليمين الاسباني، فيضطرون الى الهجرة نحو ” مواطنون”.
وكان راخوي، اجتمع قبل اسبوع، بزعيم الحزب الاشتراكي،بيدرو سانشيث، بمقر رئاسة الحكومة في مدريد، حيث حاول الاخير انتزاع موعد الانتخابات من راخوي،الذي اتسمت اجوبته بالغموض فانتهى الاجتماع دون اتفاق الطرفين على اي شيء وظلت الاسئلة عالقة.
.ووفقا لتحليلات متداولة في الصحافة الاسبانية، فانه لم يعد في مقدور الحزب الحاكم، الاحتفاظ بالاغلبية المطلقة التي ستمكنه من البقاء في قصر “لا منكلوا” على اعتبار ان المعجزة الاقتصادية لا يمكن ان تحدث في غضون خمسة اشهر تفصل عن الاستحقاقات.
وتلوح في الافق السياسي الاسباني،اجواء تكرار المشهد الحزبي الذي افرزته الانتخابات التي جرت في الشهر الماضي اذ من المتوقع ان يظل ترتيب النتائج نفسه مع ضيق الفارق بين الاشتراكيين والحزب الشعبي، بل قد يتنافسان على المرتبة الاولى،دون تمكن احدهما من الاغلبية المطلقة.
وفي هذا السياق، يعول الحزبان معا على حجم الاخطاء التي يتمنيان ان يرتكبها قادة “بوديموس” فقد اندلع نقاش حاد في صفوفهم بخصوص الراية التي سيرفعونها لخوض المعركة الانتخابية المقبلة : هل بقوائم مستقلة ام ضمن تحالفات؟
ومن الجائز سياسيا، ابتعاد الناخبين قليلا عن حزب،بابلو ايغليسياس، وقد لاحظوا تحالفه مع اليسار المتطرف الشعبوي، في مدريد وبرشلونة، مايمكن ان يبعث المخاوف في نفسي ناخبين يتفرجون على فصول المشهد السياسي المثير الجاري في اليونان.
وفي جميع الاحوال، لن يكون الوضع مريحا لاي فصيل حزبي في اسبانيا في اعقاب الانتخابات التشريعية.
ولأول مرة يلاحظ ارتباك وقلق لدى قيادات الاحزاب، وترقب كبير، لدرجة الخوف وسط الناخبين.