سقوط الرمادي انتكاسة للحرب ضد “داعش”

شكل سقوط مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار العراقية في يد تنظيم “الدولة الإسلامية” انتكاسة للحرب ضد التنظيم، بحسب ما أكده الكاتب المهتم بشؤون الشرق الأوسط ديفيد إغناشيوس.
فبسط التنظيم يده على المدينة، محرزا بذلك أكبر نصر عسكري له في العراق منذ السيطرة على مدينة الموصل قبل سنة، يظهر في نظر إغناشيوس أن الولايات المتحدة ما تزال تفتقد استراتيجية واضحة لحماية المناطق السنية في العراق.
ويرى إغناشيوس، في مقال له بصيحفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن ما حصل في الموصل تكرر في الرمادي، حيث تهاوى الجيش العراقة في صورة مشابهة لما وقع العام الماضي، وظهر أن القوات العراقية ذات الأغلبية الشيعية في تركيبتها، والمفروض أنها مدربة من طرف الولايات المتحدة، تفتقد للقيادة أو الإرادة اللازمة لمواجهة مسلحي ”داعش” الأقل عددا نسبيا، ولكن الأكثر شراسة في القتال.
المعطى الآخر الذي عرته معركة الرمادي هو حدة التوتر الطائفي المصاحب لهاته الحرب مما يطرح أسئلة ملحة من قبيل مدى استعداد القوات العراقية الشيعية للدفاع عن المناطق السنية، وكذا كيف سينظر السكان السنة إلى الميليشيات الشيعية إن هي أرسلت لمحاربة “داعش” بدلا من القوات الحكومية؟.
وبالرغم من محاولة الولايات المتحدة طمأنة الرأي العام بأن استراتيجيتها لمواجهة ”داعش” ما تزال ماضية في المسار الصحيح وبأن التنظيم في موقع دفاعي في كل من سوريا والعراق، إلا أن هذا الكلام يتناقض مع التقدم الذي أحرزته “داعش” في الرمادي علما أن واشنطن كانت تتوفر منذ أسابيع على معطيات تفيد بذلك لكنها لم تتحرك من أجل دعم دفاع القوات العراقية بالمنطقة.
ففضلا عن كون الرمادي ثاني أكبر حيز جغرافي يسيطر عليه التنظيم في العراق، منح انتصاره في المدينة فرصة للاستيلاء على ترسانة جديدة من الأسلحة وإطلاق سراح عدد من السجناء الذي قد يدعمون صفوفه.
أسوأ من ذلك، يقول إغناشيوس، ظهر جليا من خلال انتصار “داعش” في الرمادي أنه لحد الساعة لم يتم خلق قوات سنية عشائرية تعمل إلى جانب الجيش العراقي من أجل استعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم. هذه الاستراتيجية تمت عرقلتها من قبل البرلمان والحكومة في بغداد، سواء على مستوى صياغة الإطار القانوني لها أو تسليم الأسلحة.
وما يزيد من تعقيد المشكل هو رفض العشائر السنية محاربة “داعش” إلى جانب ميليشيات شيعية مدعومة من قبل إيران، مما يجعل أن الأمر قد يستغرق فعلا عاما كاملا قبل تكوين قوات قادرة على تحرير الرمادي بمساعدة من السكان السنة بالمنطقة بحسب ما أكده أحد شيوخ عشيرة الدليمي قبل أيام خلال زيارة إلى واشنطن.
أما بالنسبة لدور الولايات المتحدة، فيرى إغناشيوس أن على إدارة أوباما الاستمرار في دعم حكومة حيدر العبادي لكن ينبغي لفت انتباهه إلى خطورة الوضع، فهزيمة الرمادي إما أن تشكل محطة لكي تتدارك القوات العراقية نفسها أو تكون بداية لانتكاسات جديدة للجيش العراقي على يد ”داعش”.

اقرأ أيضا

المهاجرون الأفارقة

تونس.. السلطات تزيل خيام مهاجرين وسط تنديدات حقوقية

قامت قوات الأمن التونسية، اليوم الثلاثاء، بتفكيك مخيمات مؤقتة لمهاجرين غير شرعيين يحلمون بالوصول إلى أوروبا بالعامرة وجبنيانة التابعتين لولاية صفاقس.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *