بعد خلافته للملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي توفي فجر اليوم الجمعة بتوقيت السعودية، تنتظر الملك سلمان تحديات اقتصادية وسياسة على المستوى الداخلي والخارجي بحكم دور الرياض كأول منتج للنفط وكلاعب إقليمي في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
ويعتلي الملك سلمان عرش المملكة في ظل سياق إقليمي متسم بتوتر غير مسبوق في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، حيث يستمر الاقتتال في سوريا والعراق ويعيش اليمن اضطرابات يرى البعض أنها تحمل بصمة التدخل الإيراني من خلال دعم جماعة “أنصار الله” الشيعية، في ما يبدو أنه تجسيد لتنامي الصراع الإقليمي بين طهران والرياض باعتبارهما لاعبين أساسيين في المنطقة.
بالموازاة مع ذلك، تستمر المفاوضات الغربية مع طهران بخصوص برنامجها النووي، وهو الأمر الذي تنظر إليه السعودية بعين الريبة بسبب خشيتها من أن يكون مؤشرا على تغير في الموقف الدول الغربية، وعلى رأسها واشنطن الحليف التقليدي للرياض، تجاه إيران.
خلق “هلال شيعي ” أصبح مصدر “القلق الرئيسي للعاهل الجديد”، تقول مصادر إعلامية غربية، في الوقت الذي بدأت فيها اليمن تخرج من المحور السعودي في ظل الانقلاب الذي يقوده الحوثيون بدعم من إيران.
على صعيد آخر، تستمر الأزمة في سوريا والعراق بالتعقد مع عدم سقوط نظام بشار الأسد، وهو رهان حاولت السعودية وعدد من الدول مثل قطر وتركيا كسبه دون أين تنجح في كذلك.
تحول المنطقة إلى قبلة للعناصر المتطرفة التي تحمل فكر الجماعات المسلحة مثل “داعش” و”القاعدة” يهدد أمن دول الخليج وعلى رأسها السعودية بخصوص تجنيد مواطنين سعوديين من قبل هاته الجماعات ودفعهم للقيام بعمليات داخل التراب السعودي، خصوصا وأن المملكة في طليعة الدول التي انخرطت في التحالف الدولي ضد “داعش” والمنظمات المسلحة المتقاتلة في المنطقة.
اعتلاء الملك سلمان لعرش السعودية من شأنه أن يزيد من القلق بخصوص أسعار النفط، يقول الصحفي جريمي لي في مقال منشور بموقع Strait Times.
السعودية تواجه بروز منتجين آخرين، وهو ما دفع المملكة إلى زيادة إنتاجها رغم تأكيدات بأن هذا الأمر جعل العرض أكثر من الطلب.
ويؤكدون مراقبون كذلك على أن تزايد الاستهلاك الداخلي للمواد النفطية سيقلل من حجم صادرات المملكة، وهو ما سيضر بدورها كعامل استقرار داخل الأسواق النفطية الدولية.
كون الاقتصاد السعودي يعتمد بدرجة كبيرة على عائدات النفط، فإن تراجع هاته العائدات سيعني كذلك تراجع قدرة المملكة على الاستجابة للحاجيات المتنامية لساكنتها التي تتزايد أعدادها باستمرار.
ففي 2011 تجاوزت نسبة العطالة في صفوف الشباب السعودي، والذي يشكل أكبر شريحة في المجتمع، 12 بالمئة، وهو ما يفرض على المملكة إيجاد حلول وإلا فإن هذا الوضع قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية، يقول جيريمي لي.
قضايا الإصلاح الداخلي هي بدورها إحدى أهم التحديات التي تنتظر الملك سلمان بن عبد العزيز.
مواصلة مسار التحديث في البلاد والعمل على الحفاظ على شعبية العائلة الملكية ومكانة السعودية الدينية هي إحدى التحديات التي تنظر الملك السعودي الجديد.
أحداث الربيع العربي التي عرفتها المنطقة منذ سنة 2011 أثبتت أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، يقول الباحث أنثوني كورديسمان.
ويضيف كورديسمان، الباحث بمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن الملكية في السعودية مطالبة بمنح مزيد من الحقوق للمرأة والأقلية الشيعية وتحديث النظام التعليمي ومنح مزيد من السلطات للهيآت المنتخبة.