اعتبر مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن اللواء، علي محسن الأحمر، أن ما شهده اليمن أخيراً هو محاولة لإعادة نظام “الإمامة” الذي أُطيح به في ثورة سبتمبر/أيلول 1962. وأكد أن “الشعب وحده هو من يقدر على ردع الحوثيين وتحويل أحلامهم إلى سراب”، في وقتٍ احتشد فيه الآلاف من أنصار جماعة الحوثي في شارع المطار في صنعاء ضمن ما أطلقوا عليها “جمعة النصر”.
وأوضح اللواء الأحمر في أول بيان صحفي له بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، أن ما حدث “كان بمثابة محاولة أخيرة قادها دعاة الإمامة، بإسناد متآمرين ماتت ضمائرهم ورخُص عليهم بلدهم الذي تربوا فيه، وهدفوا من خلالها إلى تعكير صفو احتفاء وطننا الحبيب بذكرى سبتمبر الطيبة”.
واعتبر الأحمر في بيان بمناسبة الذكرى الـ52 لقيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر/أيلول 1962، أن الحوثيين خلال فترة لم تتجاوز أسبوعاً “من السماح لهم بدخول مركز الدولة، كشفوا عن حقدهم على المواطنين وعلى مؤسسات الدولة وانهالوا عليها اقتحاماً ونهباً وسلباً وتهديماً، ليُنْهوا بذلك كل فزاعة افترشوها في طريق حلمهم بالعودة للحكم الإمامي، وعلى رأس تلك الفزاعات استغلالهم السيئ لمعاناة المواطنين وجوعهم”.
وأشار إلى أن الحوثيين يكررون المشهد الذي شهدته صنعاء بعد عام 1948، الذي أخفقت فيه الثورة بالإطاحة بالنظام الإمامي، وذلك من خلال “استباحة صنعاء”.
وقال الأحمر إن “الشعب وحده هو من يقدر على ردعهم وتحويل أحلامهم إلى سراب، وهو الشعب ذاته المعوّل عليه حالياً إدراك نواياهم المبيتة التي فضحتها أعمالهم في هذه اللحظة الخطيرة والعصيبة”.
يشار إلى أن الأحمر كان بمثابة الرجل الثاني في نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والذراع الأيمن له قبل أن ينشق عنه في 21 مارس/آذار 2011، مؤيداً ثورة الشباب المطالبة برحيل صالح.
كما يعتبر الخصم العسكري الأبرز للحوثيين بصفته كان يشغل منصب قائد قوات الدولة أثناء حروبها الست مع الحوثيين، وبسقوط مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة التي كان يوجد فيها أصبحت صنعاء في أيدي الحوثيين، وتشير مصادر إلى أنه “غادر اليمن إلى السعودية”.
وقالت مصادر مقربة من الأحمر في تصريحات نشرتها صحيفة ـ”العربي الجديد”، إن “الرئيس عبد ربه منصور هادي، كلف الأحمر بالقيام بأعمال قائد المنطقة العسكرية السادسة بدلاً عن قائدها اللواء محمد الحاوري، المعين حديثاً والذي ثار عليه الجنود داخل مقر القيادة واتهموه بالتساهل مع الحوثيين”.
وكان الأحمر قبلها قائداً للمنطقة الشمالية الغربية التي توزعت في التقسيم العسكري الجديد على أكثر من منطقة أبرزها المنطقة العسكرية السادسة، كما كان أيضاً قائداً للفرقة الأولى مدرع.
ولم يستمر بقاء الأحمر في مقر القيادة بعد تكليف هادي له، أكثر من يومين حتى تقدم الحوثيون لمحاصرة المقر، بعد إسقاط مقر التلفزيون، وعندها طلب اللواء الأحمر تعزيزات لكنه فوجئ بالرئيس هادي يطلب منه التسليم للحوثيين.
ووفقاً لهذه المصادر فقد رد الأحمر على هادي يتهمه بأنه “يغدر به، كما غدر بالعميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع”، الذي قُتل على أيدي الحوثيين في عمران في الثامن من يوليو/تموز الماضي.
وكشفت المصادر أن الرئيس هادي رد عليه: “افهمها كما تريد”، ليغادر الأحمر مقر القيادة مع بعض المدرعات في حمايته، ولم يتبين آنذاك إلى أين انطلق، حتى ورود أنباء بوصوله إلى السعودية مع بعض مرافقيه.
ولم تعلق وزارة الدفاع اليمنية على أخبار انتقال الأحمر إلى خارج البلاد حتى اللحظة، كما تجنّب الأخير في بيانه، اليوم، الكشف عن مكان تواجده أو تفاصيل تواريه عن الأنظار.
جمعة أحادية في صنعاء
من جانب آخر، احتشد الآلاف من أنصار جماعة الحوثي في شارع المطار في صنعاء ضمن ما أطلقوا عليه “جمعة النصر”، رددوا خلالها شعارات “الصرخة” والهتافات الأخرى التي تحتفي بالنصر.
وشيع المشاركون عدداً من قتلاهم الذين سقطوا خلال المواجهات الأيام الماضية ودعوا إلى فتح صفحة جديدة مع مختلف القوى السياسية.
ولم تشهد صنعاء جمعة “مضادة” للمرة الأولى، خلافاً للأسابيع الماضية التي شهدت تظاهرات مضادة تأييداً لدعوات “الاصطفاف الشعبي” وتنديداً بتصعيد الحوثيين في صنعاء، في مؤشر على الوضع الأحادي الذي آلت إليه العاصمة تحت سيطرة الحوثيين.