تطرقت مجلة « Commentary » الأمريكية المعروفة للأوضاع في فنزويلا وكيف يجب على إدارة الرئيس باراك أوباما التعامل معها.
في البداية تحدثت المجلة اليهودية عن المظاهرات التي اندلعت في فنزويلا عقب وفاة الرئيس السابق هوغو تشافيز في فبراير 2014، وتواصلت خلال العام الماضي وهذه السنة، مطالبة بالديمقراطية وتحسين الأوضاع المعيشية، لكنها قوبلت بقمع شرس من قبل السلطة.
في فنزويلا، تضيف المجلة، يعيش المواطنون نقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية التي لا يوجد بعضها سوى السوداء، في حين ترتفع معدلات الجريمة ويواصل الاقتصاد تراجعه بحوالي 6 بالمئة، وتتزايد نسبة التضخم حيث بلغت 180 بالمئة، حسب الأرقام الرسمية لكن الرقم الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك حسب المجلة الأمريكية.
عودة المعارضة إلى الشارع دفع الرئيس نيكولاس مادورو إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة شهرين، واتهام المعارضة بالسعي إلى جر تدخل عسكري أجنبي إلى الجمهورية البوليفارية، التي تسمى كذلك تيمنا بالثائر الفنزويلي سيمون بوليفار، الذي لعب دورا في استقلال عدد من دول أمريكا اللاتينية عن الحكم الإسباني في القرن 19.
ارتفاع حدة الأصوات المعارضة لحكم مادورو اعتبرته الإدارة الأمريكية مؤشرا على أن الجليد بدأ يتكسر تحت أقدام خليفة تشافيز، وأن الرئيس الفنزويلي قد لا يستمر طويلا في السلطة.
الوضع وجد فيه مادور، حسب Commentary، فرصة لاتهام الولايات المتحدة بالتسبب في كل المشاكل التي تعاني منها فنزويلا.
واشنطن، بدورها، تبدو مكتفية بتصريحات من قبيل التحذير من غرق فنزويلا في الفوضى ودعوة الأطراف الإقليمية إلى العمل على إعادة الاستقرار للبلاد، في حين تلعب الولايات المتحدة دورا وراء الكواليس.
بالمقابل، يبرز الدور الصيني أكثر في الواجهة، حيث سبق للعملاق الآسيوي أن منح أزيد من 50 مليار دولار كقروض لفنزويلا خلال العشرية الماضية، كما قررت بيكن تخفيف عبئ أداء الدين على كراكاس، وهو ما سيسمح للأخيرة بأن تتنشق كمية مهمة من الأوكسجين ستساعدها على المضي قدما على حد تعبير مسؤول اقتصادي فنزويلي.
وفي الوقت الذي تمنح فيه الصين للنظام الفنزويلي الأوكسجين الذي يحتاجه، تتابع المجلة التي تقترح على إدارة أوباما بالمقابل إفراغ الغرفة التي تتواجد فيه السلطة في فنزويلا من الهواء، من خلال القول بصراحة بأن النموذج الاشتراكي في فنزويلا سيكون كارثة وبالتالي إعطاء مؤشرات إيجابية للمعارضة بأن واشنطن تدعم تغيير النظام في فنزويلا.
المجلة لم تدخر جهدا في انتقاد أوباما الذي كان عليه أن ينتصر للنموذج الليبرالي في نظرها بدل أن يقضي الشهور المتبقية من ولايته وهو يزور ما تبقى من الدول الشيوعية وهو يعطي تصريحات أشبه بإدانة الذات بخصوص سياسات من سبقوه في البيت الأبيض إبان الحرب الباردة.
وذكرت المجلة الرئيس الأمريكي بكون المعسكر الغربي هو الذي انتصر في النهاية، وأن الإمبراطورية السوفياتية تفتت لأن الشعوب انتفضت ضد الأنظمة الاستبدادية للمعسكر الشرقي.
وفي حين ينتفض الشعب الفنزويلي بدوره ويصرخ ضد السلطة الحاكمة، يتصرف أوباما وكأنه لا يسمعه، تضيف Commentary .