في الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد الأوروبي احتواء أزمة اللاجئين عبر الاتفاق مع الموقع مع تركيا، أعرب مؤخرا عن شكوكه بخصوص وقوف السلطات الروسية وراء عبور اللاجئين عبر الطريق القطبي.
ووفق تقرير أعدته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يبدي الاتحاد الأوروبي شكوكا قوية بخصوص وقوف روسيا وراء عبور اللاجئين إلى القارة العجوز عبر الطريق القطبي، وذلك من أجل الضغط على أوروبا لتحقيق أهدافها وأجندتها في المنطقة.
وقالت الصحيفة الأمريكية أن عملية عبور طالبي اللجوء من الحدود الروسية باتجاه أوروبا عن طريق النرويج وفنلندا، تجري في إطار منظم من طرف السلطات الروسية.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير مطول أعدته، أن اللاجئين من روسيا عبروا منذ الصيف والشهور القليلة الماضية الحدود إلى فنلندا على متن سيارات روسية قديمة، مشيرة إلى أن السلطات الفنلندية قامت بمصادرة عدد كبير من هذه السيارات خلال هذه الفترة الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن فنلندا لاحظت توقف حركة السيارات الروسية المهترئة التي تعمل على تهريب اللاجئين في الشهر المنصرم، مشيرة إلى أنه وبالرغم من كون أعداد اللاجئين الذين تحملهم أقل بكثير من أولئك الذين يعبرون من تركيا إلى اليونان، إلا أنها تزيد من القلق الجيوسياسي الأوروبي من أزمة اللاجئين.
قالت “نيويورك تايمز”، أن حركة اللاجئين من روسيا إلى أوروبا كانت على ملف محادثات اجتماع قادة الاتحاد مؤخرا، والتي وصفوها بـ “الغريبة والمتحولة من طريق لآخر”.
إلى ذلك، اشارت الصحيفة نقلا عن بعض المسؤولين الفنلنديين، أن السلطات الروسية تعمل على توظيف أزمة اللاجئين من أج خدمة أجندتها في المنطقة وذلك عبر الضغط على الدول الأوروبية لشق وحدة هذه الأخيرة بخصوص العقوبات المفروضة عليها.
وفي نفس السياق، اضافت الصحيفة نقلا عن تصريحات إلكا كانيرفا وزير الخارجية الفنلندي السابق ورئيس اللجنة البرلمانية للدفاع “إن السلطات الروسية بارعة في إرسال الرسائل، كما أنهم يسعون إلى إبلاغ سلطاتنا بأنه يتوجب عليها التعامل بحذر عند اتخاذها قرارات تخص التعاون مع “الناتو” والعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا”.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن عبور اللاجئين للحدود الروسية باتجاه فنلندا يعتمد بالأساس على قرارات جهاز الامن الفدرالي الروسي، الذي يعطي الضوء الأخضر أمام فتح أو إغلاق هذه المنطقة الحدودية.
إقرأ أيضا:رغم الاتفاق الأوروبي التركي..تدفقات اللاجئين متواصلة