سفير أمريكي سابق يدعو إلى تسليح المعارضة السورية

بعد أن كان قدم استقالته من منصبه كسفير للولايات المتحدة بدمشق، حيث شغل المنصب خلال الأربع سنوات الماضية، عرض روبرت فورد نظرته للوضع في سوريا من خلال مقال له بجريدة “نيويورك تايمز الأمريكية” واسعة الانتشار انتقد من خلال سياسة بلاده تجاه الأزمة السورية.
فورد اعتبر أن نظام الأسد، في الوقت الذي يستطيع فيه إلقاء براميل متفجرات على المدنية وتنظيم انتخابات هزلية في أنحاء من دمشق، إلا أنه غير قادر على التخلص من الجماعات الإرهابية المتجذرة اليوم في المناطق غير الخاضعة لسيطرته في شرق ووسط البلاد.
لا النظام ولا هاته الجماعات، يقول فورد، كلاهما يشكلان تحديا لمصالح الولايات المتحدة. فالنظام تسبب في نزوح الكثير من السوريين مما يهدد استقرار المنطقة، فيما تشكل الجماعات المنبثقة عن تنظيم القاعدة تهديدا للأمن الأمريكي.
“للأمريكيين أن يفتخروا بكونهم قدموا ملياري دولار كمساعدات إنسانية للاجئين السوريين، لكن هذا الإجراء مجرد علاج للأعراض وليس للمرض. يجب أن تكون لدينا استراتيجية للتعامل مع الأسد والجهاديين على حد سواء”، يقول السفير الأمريكي السابق.
ويشرح فورد معالم هذه الاستراتيجية بالقول إنه ليس على الولايات المتحدة استخدام سلاح الجو أو إرسال جنودها إلى الميدان، ولكن يمكنها، بمعية أصدقاء سوريا كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا وقطر والسعودية، توفير تدريب جيد ودعم من خلال السلاح للمعارضة المسلحة المعتدلة.
فورد يقول أن التقى خلال السنتين الفارطتين عناصر من الجيش السوري الحر، وكلهم يتمتعون بخبرة عسكرية ويعلنون صراحة رفضهم لفكر القاعدة ويقرون بأنه سيتعين عليهم محاربتها ومحاربة الجهاديين القادمين من دول أخرى.
هذا واعتبر سفير واشنطن السابق أن الآراء التي تدعو إلى القبول بفكرة أن الأسد لن يتزحزح عن العاصمة والعمل مع النظام من أجل احتواء التنظيمات الإرهابية في البلاد لن تفيد الأمن الأمريكي في شيء.
فورد قال أنه التقى الأسد مرتين، وبالرغم من أن الرجل بدا لبقا حسب تعبير السفير الأمريكي، إلا أن سجله في التعويل على الممارسات الوحشية من أجل الحفاظ على سلطته واضح للعيان. بالإضافة إلى ذلك، لدى النظام السوري سوابق في التعامل ضمنيا مع القاعدة مثلما هو في العراق. الأسد “ليس من طينة الأشخاص الذين يمكن للولايات المتحدة أن تتحالف معهم”، يضيف السفير الأمريكي.
“الأكيد أنه لا يوجد هناك حل عسكري” للأزمة السورية، يعترف فورد، بيد أنه يرى أن التمهيد لمفاوضات جدية حول تشكيل حكومة جديدة يكر عبر تسليح المعارضة السورية المسلحة التي يسميها بالمعتدلة.
الجيش الحر يحتاج في نظره إلى معدات وتدريب أفضل ليكون بإمكانه قيادة حرب عصابات ناجحة بدل السعي إلى الحفاظ على مراكزه في بلدات هي هدف لسلاح الجو والمدفعية التابعة للنظام.
المعارضة محتاجة إلى صواريخ وقذائف متطورة يمكن التصدي لسلاح الجو التابع للنظام وهو ما من شأنه أن يزعزع ثقة قوات الأسد وقد يثني طهران عن إمداد دمشق بطائراتها الخاصة، وأكثر من ذلك قد يدفعها إلى حث الأسد على بدء مفاوضات جدية مع المعارضة.
توفير البعض من المال وما يكفي من المؤونة والدواء والذخيرة من شأنه أن يجعل الجيش الحر على قدم مساواة مع التنظيمات الجهادية، يقول فورد، خصوصا وأن هاته الأخيرة كانت تسغل توفرها على هاته الأشياء من أجل تجنيد المقاتلين السوريين.
من جهة أخرى يتعين على المعارضة السورية المسلحة القيام إيقاف النزعة الطائفية لدى بعض عناصرها ومحاسبة من تورطوا أعمال خطف أو قتل على الهوية، فيما ينبغي على المعارضة السياسية التنسيق أكثر مع المقاتلين في الميدان.
“لم يعد لدينا خيارات جيدة في سوريا، ولكن من الواضح أن بعضها أسوأ من البعض الآخر”، يقول روبرت فورد، ويضيف أن “التردد وغياب الإرادة للالتزام بتمكين مقاتلي المعارضة المعتدلة من محاربة النظام والجهاديين بشكل أفضل يجعلنا نقترب من اليوم الذي سيتعين فيه على الولايات المتحدة التدخل من أجل محاربة القاعدة في سوريا”.

اقرأ أيضا

مساعي جزائرية.. الرئيس التونسي يدعو إلى لقاء تشاوري حول تكتل مغاربي يستثني المغرب وموريتانيا

أعلنت الرئاسة التونسية، مساء اليوم السبت، أنه بدعوة من الرئيس قيس سعيد سيقوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، بزيارة تونس، لأجل المشاركة في الاجتماع التشاوري الذي تحاول من خلاله الجزائر خلق تكتل جديد يصفه بعض المراقبين بـ"الهجين".

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *