أوضح الخبير الاقتصادي عمر الكتاني ل”مشاهد24″، أن أرقام النمو الاقتصادي التي أعطاها المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي أول أمس في الدار البيضاء أرقام سليمة، مشيرا في الوقت نفسه أن تصريح المندوب السامي بخصوص دخول المغرب مصافّ الدول الصاعدة، أمر ممكن لكنه يستلزم شروطا محددة، خاصة أن المغرب سيستمر اقتصاده في النمو طيلة السنوات الثلاث المقبلة .
وأضاف الكتاني “التفاؤل أمر إيجابي لكن لا ينبغي التسرّع”، لأن دخول بوابة الدول الصاعدة يستلزم منه تحقيق نسبة نمو تتراوح ما بين ستة وثمانية في المائة، كما هو شأن الدول الآسيوية التي انطلقت من تلك النّسب “أما تحقيق نمو خمسة في المائة فهو أمر غير كاف”.
ولتحقيق تلك النسب المرجوّة، أكّد عمر الكتاني، أن المغرب عليه الاستثمار في الجانب الاجتماعي، و إيجاد فرص عمل للتشغيل لجعل للحدّ من عبئ البطالة و الاستفادة من الاستثمار في تشغيل الشباب، والأمر نفسه بالنسبة للاستثمار في الصحة والسكن الاقتصادي الذي يجب أن يغيّر المنعشون العقاريون من نزرتهم الرّبحية الاقتصادية فيه “لا يعقل بيع شقق ب 25 مليون سنتيم، في حين أن ثمنها الحقيقي لا يتعدّى 12 مليون سنتيم، فالاستثمار في الجانب الاجتماعي أمر مهمّ ويساعد على تماسك طبقات المجتمع وعدم خرق الهوة المنطقية بينها”.
الكتاني استرسل في تأكيده على الاستثمار في الناحية الاجتماعية حين شدّد القول” التفاؤل أمر إيجابي يساعد المستثمرين، لكن يجب تفادي التفاؤل غير المرتكز على المستوى الاجتماعي والسابق لأوانه، فرهان الدولة هو الاستثمار الاقتصادي وجلب الراساميل الأجنبية التي ضخّت طاقة استثمارية جديدة مهمة، لكن يجب التركيز على القطاعات الاجتماعية، حينها سندخل مصافّ الدول الصاعدة”.