بعد “البراق” أول قطار فائق السرعة بالقارة الإفريقية، دخل المغرب سنة 2025 مرحلة تمديد شبكة القطارات فائقة السرعة وتطوير بنيات السكك الحديدية، في إطار برنامج وطني يترجم الرؤية الملكية المستنيرة الرامية إلى تحسين العرض السككي وتعزيز حلول التنقل الجماعي ضمن منظومة نقل مستدامة وشاملة.
خط القنيطرة مراكش “LGV “
أشرف الملك محمد السادس، في أبريل الماضي بمحطة القطار الرباط أكدال، على إعطاء انطلاقة إنجاز الخط السككي فائق السرعة “LGV” القنيطرة مراكش، على طول يناهز 430 كيلومترا.
مشروع القطار فائق السرعة القنيطرة مراكش، يشمل إنشاء خط سككي فائق السرعة، يربط مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، مع ربط بمطاري الرباط والدار البيضاء، ورصد له غلاف مالي قدره 53 مليار درهم، وهو يشكل جزأ من برنامج طموح تطلب تعبئة استثمارات إجمالية بقيمة 96 مليار درهم.
ومع هذا المشروع الجديد، ستصبح المدة الزمنية بين طنجة والرباط ساعة واحدة، وساعة وأربعين دقيقة بين طنجة والدار البيضاء، وساعتين و40 دقيقة بين طنجة ومراكش. وسيمكن الخط كذلك من ربط الرباط بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء في 35 دقيقة، مع ربط كذلك بالملعب الجديد لبنسليمان الذي سيكون واحدا من أبرز الملاعب المستضيفة لمباريات كأس العالم لكرة القدم 2030.
ويهم “LGV” القنيطرة مراكش، بالخصوص تصميم وإنجاز خط جديد بين القنيطرة مراكش بسرعة 350 كيلومترا في الساعة، وتهيئة مناطق المحطات بالرباط والدار البيضاء ومراكش، والتجهيزات السككية، وبناء محطات جديدة للقطارات فائقة السرعة، ومحطات قطارات القرب وتهيئة المحطات الموجودة، فضلا عن إنشاء مركز لصيانة وإصلاح العربات بمراكش.
وشهر شتنبر الماضي، أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية أنه باشر الأشغال الكبرى للبنية التحتية بجهة الدار البيضاء، في إطار مشروع القطار فائق السرعة القنيطرة مراكش، بهدف توفير بنية تحتية ملائمة للاحتياجات الحالية والمستقبلية، خاصة على المحور الرابط بين المحمدية والنواصر.
وحسب ما أفاد به المكتب، فقد دخل مشروع القطار فائق السرعة القنيطرة مراكش، مرحلة مفصلية، إذ أصبحت الأوراش تعرف تقدما ملموسا وبوتيرة متسارعة، في انسجام تام مع الدينامية المتواصلة لمسار التحديث الذي تشهده المملكة.
“ONCF” تقتني قطارات حديثة
تزامنا مع إطلاق مشروع إنجاز الخط فائق السرعة القنيطرة مراكش، أطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية برنامجا غير مسبوق لاقتناء 168 قطارا جديدا يهدف إلى تعزيز وتحديث مجمل أسطول معدات خدمة المسافرين.
وستتيح عملية الاقتناء هاته التي خصص لها استثمار بقيمة 29 مليار درهم، تحسين الأداء التشغيلي وتعزيز الخدمات الجهوية، والاستجابة للزيادة المتوقعة في حركة المسافرين بحلول سنة 2030، موعد استضافة المغرب لكأس العالم لكرة القدم بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
وعلى وجه التحديد، تهم العملية اقتناء 18 قطارا فائق السرعة لمشاريع التمديد، و40 قطارا للربط بين المدن، و60 قطارا مكوكيا سريعا و50 قطارا من شبكات النقل الجماعي على مستوى المدن الثلاث.
ويتيح البرنامج الطموح لاقتناء عربات السكك الحديدية، بروز منظومة سككية صناعية.
وينقسم البرنامج على الخصوص إلى مكونين رئيسيين، أولهما ذو طابع صناعي ويهم إنشاء وتشغيل وحدة صناعية محلية لتصنيع القطارات وإرساء منظومة للموردين والمناولين.
ويتعلق المكون الثاني بإحداث شركة مختلطة بين الشركة المصنعة والمكتب الوطني للسكك الحديدية لتأمين الصيانة الدائمة والصناعية، والتي تغطي مدة عمر القطارات مع التحكم في التكاليف.
وسيمكن هذا البرنامج، الذي سيمتد على مدى عشر سنوات، من تكوين موارد بشرية وخلق عدة آلاف من مناصب الشغل مباشر وغير مباشر.
مشروع تطوير شبكة النقل السككي الحضري
أشرف الملك محمد السادس، يوم الأربعاء 24 شتنبر 2025 بعمالة مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، على إعطاء انطلاقة مشاريع سككية مهيكلة ذات وقع كبير على التنقل داخل الحاضرة الكبرى للدار البيضاء بقيمة 20 مليار درهم.
وتشكل هذه المشاريع المهيكلة، جزءا من برنامج شامل رصد له غلاف مالي قدره 96 مليار درهم.
وتتضمن هذه المشاريع الممولة بنسبة 70 في المائة من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية وبنسبة 30 في المائة من طرف الجهة، بناء ثلاث محطات قطار رئيسية من الجيل الجديد، وإنشاء عشر محطات جديدة لقطارات القرب الحضرية، وإعادة تأهيل وملاءمة خمس محطات مخصصة لقطارات القرب.
أيضا تشمل المشاريع التي تنضاف لأوراش تعزيز المنظومة السككية ببلادنا، وضع 260 كيلومترا من السكك الحديدية الجديدة.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير