لا فرق بين قناة حميد المهداوي على “اليوتيوب” وما يروج فيها من خطابات مشحونة بالتحريض والتهويل، وبين ما تبثه الأبواق المعادية للمملكة.
يختار المهداوي مواضيعه بعناية فائقة لدغدغة المشاعر مستغلا في ذلك مساره الذي يمزج بين شخصية “المناضل” والصحفي لتقديم محتوى مثير للجدل؛ بعناوين فضفاضة تجذب عشاق التعليقات و”اللايكات” والباحثين عن “الشو” الانفعالي.
ورغم أن المهداوي يسوّق نفسه عبر منصاته كصوت حر، لكنه ينحاز لخطاب خطير متطرف ينسجم مع خصوم المملكة، ما يضعه في قفص الاتهام. في بعض الفيديوهات، يستضيف المهداوي شخصيات يتقاسم معها نفس الفكر والقناعة، وأغلب ضيوفه “حريْفيّة” في مهاجمة الدولة ومؤسسات البلاد. فهل هذا الأمر صدفة؟!
يعتمد المهداوي أيضا على خطاب المظلومية والتباكي المعزز بجرعة من الانفعال واللعب بملامح وجهه لكسب تعاطف فئة من المشاهدين، وتكرير بعض العبارات من قبيل: “أنا مستهدف من طرف إسرائيل”، والتي تحولت إلى لازمة يتغنى بها المهداوي.
هذا أسلوب بات مألوفا في جل الفيديوهات التي ينشرها المهداوي عبر قناته. فهل هذه هي الصحافة التي نحن بحاجة ماسة إليها لتكريس العدل والديمقراطية؟
يبدو أن المهداوي والذي – استغل في فترة سابقة تعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي معه – قد تحول إلى بوق مأجور لخدمة أجندات معادية للبلاد، والأكيد أن الفيديوهات “الغزيرة” التي يبثها عبر قناته بـ”اليوتيوب” المليئة بالكذب والتهويل تطرح الكثير من التساؤلات.
وبما أننا نتحدث عن صحافي؛ فهذا الأخير نسي أو يتناسى أخلاقيات المهنة القائمة على التحري وليس الاعتماد على معلومات ملفقة، لكن وعلى ما يبدو أن المهداوي بات منشغلا بالبحث عن الإثارة المجانية كي يقتات على إيرادات “اليوتيوب”!.