احتضنت مدينة الرباط، النسخة الثالثة من الأيام المشتركة CoDays، وهي التظاهرة العلمية السنوية المخصصة للأنكولوجيا، التي نظمت من طرف مصحة “16 نوفمبر” للأنكولوجيا، بتعاون مع الجمعية العلمية للأنكولوجيا 16 نوفمبر، والجمعية الدولية للرعاية الداعمة لمرضى السرطان.
وذكر بلاغ للمنظمين أن هذه التظاهرة العلمية التي نظمت تحت شعار “المريض في صلب الابتكار”، كانت مناسبة لإبراز أحدث التطورات التكنولوجية والعلاجية في خدمة المرضى، عبر تحسين جودة رعايتهم.
وأبرز أن الأيام المشتركة CoDays 2024، شكلت، أيضا، منصة فريدة من نوعها للمناقشة وتبادل الأفكار بين المتخصصين في الرعاية الصحية، والعمل على تعزيز مكانة المريض ضمن عملية الابتكار في علاج الأنكولوجيا “في الوقت الذي لا يزال الوصول إلى العلاجات الأكثر تقدما يشكل تحديا”، وذلك عبر التأكيد على ضرورة التفكير في أهمية حق كل مواطن مغربي في الاستفادة من الرعاية الصحية المناسبة.
وأورد البلاغ أن الدكتور منير بشوشي، مدير مصحة “16 نوفمبر” للأنكولوجيا، عبر في كلمة بمناسبة افتتاح هذه الأيام العلمية، عن سعادته بجمع كوكبة من الخبراء من المغرب، إفريقيا، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، بلجيكا وكندا، لمناقشة موضوع هذه الدورة، الذي يمثل مناسبة مهمة في مجال العلاجات الداعمة، خصوصا مع تأسيس الفرع المغربي للجمعية الدولية للرعاية الداعمة لمرضى السرطان، وأيضا مشاركة مجموعة من المنظمات الفاعلة في مجال محاربة السرطان.
وأكد الدكتور بشوشي الالتزام “بتقديم أحدث الابتكارات لتعزيز مسار رعاية مرضى السرطان في المغرب”، مضيفا أن البرنامج العلمي للأيام المشتركة تناول العديد من المواضيع الرئيسية في علم الأورام، مع جلسات مخصصة للرعاية الداعمة وسرطانات الثدي والرئة والبروستاتا والجهاز الهضمي، فضلا عن إبراز العلاجات المبتكرة والأساليب الشخصية لكل نوع من أنواع السرطان.
من جهته، تطرق الدكتور فلوريان سكوتي، رئيس الجمعية الدولية للرعاية الداعمة لمرضى السرطان، في كلمة له، إلى التطبيب عن بُعد والعلاجات الداعمة باستخدام أدوات رقمية مبتكرة، وأيضا العلاجات الموجهة والتقدم في تقنيات العلاج الإشعاعي لمكافحة السرطان. قائلا “الابتكار لا يقتصر على فعالية العلاجات، بل يشمل تحسين جودة حياة المرضى عبر تقديم علاجات داعمة تهدف إلى تقليل الآثار الجانبية وتحسين التجربة العلاجية برمتها”.
من جانبها، أكدت الدكتورة فاطمة بن عبيد، أخصائية في علاج الأورام، على أهمية العلاجات الداعمة قائلة في مداخلة لها بالمناسبة أن هذه العلاجات “لاتقتصر على دعم العلاج الأساسي، بل تسعى لتحسين جودة الحياة من خلال الاستجابة لاحتياجات المرضى البدنية والنفسية والاجتماعية”، مضيفة أن هذه الدورة من الأيام المشتركة “هي تجسيد لالتزامنا برعاية شاملة وإنسانية”.
من جهته، أشار البروفيسور هوب روجو من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أهمية التعاون الدولي، مؤكدا أن العمل المشترك بين الخبراء العالميين يعزز من القدرات لمواجهة تحديات السرطان وتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات المرضى بشكل أفضل.
وتطرق المتدخلون لمجموعة من المحاور المتعلقة بعلاج السرطان في المغرب، مبرزين أن رعاية مرضى السرطان تتطور بسرعة، لكنها لا تزال تواجه تحديات مرتبطة بإمكانية الوصول إلى العلاج وتكلفة العلاج. بعض العلاجات المبتكرة والضرورية لتحسين فرص البقاء على قيد الحياة، لا تكون متاحة دائما أو يتم تعويض تكاليفها، مما يؤدي إلى عدم المساواة بين المرضى.
وتهدف الأيام المشتركة 2024 أيضا، إلى أن تكون فضاء للتفكير بشكل جماعي حول طرق تحديث التغطية الصحية في المغرب، لا سيما من خلال الرقمنة والتطبيب عن بعد، مما قد يؤدي إلى تحسين كفاءة النظام الصحي المغربي.