تجاوزت دراجة “ابن بطوطة” في حلتها الجديدة، حدود المملكة وتمكنت بالاعتماد على الطاقة الشمسية والنشاط البدني، من الوصول إلى مدينة برشلونة الإسبانية، إحدى أبرز محطات رحلة “العيون دبي” التي يقودها المغامران المغربيان يوسف الهواس وسليم غاندي.
“رحلة العيون دبي” التي تعد رحلة غير مسبوقة دوليا، تربط بين الأقاليم الجنوبية للمملكة ومدينة دبي بالإمارات حيث تنظم قمة المناخ “كوب 28” عبر دراجة مبتكرة تعتمد الطاقات النظيفة، كشف الرحالة سليم غاندي، عن تفاصيل التحضير لها وأبرز صعوباتها وتحدياتها، في هذا الحوار الخاص مع “مشاهد24”.
كيف قررت خوض رحلة “العيون دبي” رفقة الرحالة يوسف الهواس ؟
منذ لقائي بالرحالة يوسف الهواس وقيامنا سنة 2017 برحلة بين مدينتي العيون والرباط، تولدت لدي الرغبة في خوض مغامرة مشتركة ثانية. ظل التواصل قائما بيننا، وبعد تقاسم أفكار عديدة بشأن وجهات مختلفة، اتفقنا في ظرف زمني وجيز، على الانطلاق سويا من جنوب المملكة صوب قمة المناخ في الإمارات.
قربنا من تحضيرات الرحلة
بمجرد الاتفاق على مسار الرحلة، تمت التحضيرات بوتيرة سريعة. خلال ثلاثة أشهر فقط تم صنع دراجة ابن بطوطة المبتكرة والتوصل بقطع غيارها من خارج المغرب، تحديدا أوروبا وكندا، ثم باشرنا البحث عن الممول.
كيف مرت أجواء الانطلاقة والمسار حتى إسبانيا ؟
انطلقنا من مدينة العيون بتاريخ 15 غشت 2023، في أجواء جيدة وسط حفاوة سلطات المدينة. بداية المسار اتسمت بصعوبة نوعا ما، لكن واصلنا طريقنا، لأننا ملتزمون بتواريخ معينة يجب أن نكون قد وصلنا فيها لمحطات تتواجد بها مراكز ممول الرحلة مثل برشلونة، باريس، براغ، وإسطنبول. لدينا أجندة دقيقة نعمل على احترامها.
ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتكما ؟
صعوبات متعلقة أساسا بالمناخ، “الطبيعة كانت ضدنا في البداية، من العيون إلى أخفنير، واجهنا زوابع رملية ورياح قوية. أيضا الطقس الحار حيث بلغت درجات الحرارة 43 درجة وأكثر، أما الحمد لله حين بلوغنا أوروبا، تذللت هذه العراقيل، حيث رغم وجود جبال وتضاريس صعبة، الجو المعتدل ساعدنا على التقدم في المسار”.
كيف يتم تدبير المؤونة والمبيت ؟
نحرص صباح كل يوم، على أن نوفر الماء الكافي لنا نحن الاثنين وحاجياتنا من بعض الأغذية، إذ نقصد محلات للتسوق خلال مسارنا. وقبل غروب الشمس ينبغي أن نكون قد حددنا مكان المبيت، سواء داخل فندق أو لدى بعض الأصدقاء.
ما حجم الدعم الذي تحظى به الرحلة ؟
حظينا بدعم كبير من طرف السلطات المغربية، تابعت رحلتنا عن كثب منذ الانطلاقة وبأوروبا نعول على تعاون السفارات والقنصليات.
أما بالنسبة للممولين، نحن على تواصل مستمر معهم، نشكرهم على ثقتهم وإن شاء الله نكون عند حسن ظنهم.
كيف يمكن أن تصف تجربة رحلة “العيون دبي” ؟
تجربة رائعة وممتعة، هي رحلة أكثر وصف يليق بها هو “رحلة العمر”.
سليم غاندي، رياضي ورحالة ومغامر يتحدر من مدينة الرباط، يشتغل في تجارة التحف القديمة ويقطن بين المغرب وأندونيسيا.