يحرص مهرجان كان السينمائي بفرنسا على أن يزاوج بين المعضلة الصعبة في السينما والفن عموما، وهي أن تستضيف كبار النجوم وتحرص على أن تضمن مكانة للسينما غير التجارية في عالم طغت فيه الحسابات المادية على الانشغالات الفنية.
ومن بين النجوم الذين يحضرون مهرجان كان السينمائي هذه السنة، الممثلة والمخرجة الأمريكية الشهيرة جودي فوستر، والتي استعادت ذكرياتها مع المهرجان الفرنسي في حوار مع موقع Hollywood Reporter .
بطلة فيلم “صمت الحملان“، التي تتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة كبيرة أدهشت معها الفرنسيين، حضرت لأول مرة إلى مهرجان كان السينمائي رفقة النجم روبرت دين يرو والمخرج مارتن سكورسيزي، اللذين ساعداها على ولوج النجومية من بابها الواسع عام 1976 من خلال فيلم “Taxi Driver”.
الفيلم حاز آنذاك على السعفة الذهبية للمهرجان، وجودي فوستر، ذات الثلاثة عشر ربيعا فقط حينها، حضرت لتشهد اعتراف المهرجان بقيمة الفيلم التي لم تشفع له مع ذلك في حفل جوائز الأوسكار حيث خسر أمام قصة سيلفستر ستالون “Rocky”.
“لقد كان الأمر غريبا”، تقول فوستر متحدثا عن أول حضور لها في كان. خلال المهرجان، بدت النجمة الصغيرة، كما تظهر في الصورة وهي تستمع بآيس كريم تحت شمس المدينة الفرنسية الشاطئية، بدت في كامل براءة الطفولة التي افتقدتها شخصية آيرس التي أدتها في « Taxi Driver »، الفتاة التي قادتها الظروف لأن تصبح مومسا قبل أن ينتزعها سائق سيارة الأجرة الذي يعاني من اضطراب نفسي، ترافيس بيكل، من أيدي الشبكة التي تستغلها في الدعارة.
إلى جانب مجيئها لأول مرة عام 1976، شكل حضور جودي فوستر إلى مهرجان كان السينمائي لأول مرة كمخرجة، من خلال فيلم The Beaver قبل خمس سنوات، حدثا بالنسبة لها، ربما لأنها تعي جيدا صرامة الجمهور الفرنسي.
بطل فيلمها، النجم ميل غيبسون كان مضطربا، كما تحكي فوستر، ما جعلها تبادره بالسؤال، “هل تخشى أن تتعرض لصافرات الاستهجان؟”، فما كان من الأخير، “نعم، أنا مرتعد”.
الممثل المخضرم نقل العدوى إلى زميلته، حيث قالت فوستر إنها شعرت بالخوف هي الأخرى. لكن “عند نهاية الفيلم، عندما أشعلت الأنوار، بدأ التصفيف واستمر. بعد كل ذلك القلق، كان الشعور بالارتياح كبيرا”، تضيف نجمة هوليود.