”عشنا نفس لحظة زلزال 2004، وشعرنا بالرعب ذاته خصوصا لدى الضربة الثانية”، هكذا تحدث أشرف بوقاضي أحد سكان الحسيمة والناشط الحقوقي بها، عن الزلزال الذي ضرب فجر اليوم (الاثنين) المدينة، وأعاد للذاكرة حدثا غير خارطتها ومحى كثيرا من ملامحها.
بوقاضي، الذي مازال محتفظا بصورة واضحة المعالم، عن زلزال 2004، قال في حديثه مع ”مشاهد24”، إن سكان الحسيمة، عاشوا للمرة الثانية، نفس لحظات الرهبة والخوف والتوجس من أن يصبحوا في لمح البصر تحت الأنقاض.
وأضاف”هي نفس التجربة، إذ أن درجة القوة التي ضرب بها الزلزالان متقاربة، الفرق الوحيد هو أنه لم يتم تسجيل خسائر في الأرواح هذه المرة ولله الحمد”.
وكشف بوقاضي، أن الزلزال الذي ضرب عدة مدن شمال المملكة، هز الحسيمة، مرتين، الضربة الأولى استشعرها السكان ومنهم من خرج من منزله، فيما فضل آخرون البقاء، على أساس أنه اهتزاز عابر لن يتكرر، فيما كانت الضربة الثانية بدرجة أقوى وغادر خلالها الجميع بيوتهم على عجل.
للمزيد: تعليق الدراسة بمليلية بسبب الزلزال..وهذه أبرز الخسائر
وجوابا على سؤالنا حول الوضع بمدينة الحسيمة، بعد ساعات من وقوع الزلزال الذي ضرب بقوة 6.3 درجات على سلم ريشتر، أوضح الناشط الحقوقي، أن الحركة استأنفت منذ الثامنة صباحا، حين عاد السكان لمنازلهم، وفتحت المتاجر والمقاهي، واشتغلت الإدارات، ”إلا أن الخوف مازال حاضرا ويظهر جليا في كل العيون مما قد يحصل في الساعات أو الأيام القادمة” يضيف بوقاضي.
ومن جانبهم، أكد لنا عدد من سكان المدينة، الذين تحدثنا إليهم أيضا، أنهم مرتابون من وقوع هزة أرضية أعنف، خصوصا مع تداول الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي، مشددين على ضرورة تتبع تطور الاهتزازات، وإخبارهم بأي مستجد ومواكبتهم نظرا للوضع النفسي الصعب الذي يمرون منه.
ونفس الأمر دعا إليه بوقاضي، قائلا” زلزال 2004 كان تجربة صعبة وخسائرها كبيرة، من المفروض أن تكون السلطات المغربية استفادت منها، وأعدت أجهزة تدخل قادرة على مواجهة حدث من هذا القبيل، ومن جهة أخرى تواكب المواطنين وتطمئنهم عبر الإعلام، لأن هذا أهم مايحتاجونه وهم داخل بيوت اختاروا الاستقرار بها، لكنها تهتز بهم دون سابق إنذار”.
إقرأ أيضا: لاضحايا في زلزال الحسيمة..وأغلب المصابين غادروا المستشفى