تساءل موقع جزائري ناطق بالفرنسية حول ما إذا كانت العلاقات بين الجزائر وتونس تمر بمرحلة فتور، ما يجعل البلدين على عتبة الأزمة الدبلوماسية؟.
على المستوى الرسمي ما تزال العلاقات “التاريخية” بين “البلدين الشقيقين” على حالها، يقول موقع Algérie Focus، قبل أن يضيف أن سلسلة من الأحداث والأمور التي تقع خلف الكواليس تكذب اللغة الدبلوماسية وتقود إلى الاعتقاد بالمقابل بأن أزمة، وإن كانت في حالة كمون، قد بدأت تطبع العلاقات الثنائية بين الجانبين.
الصحافة الجزائرية تتحدث عن كون القاعدة العسكرية الأمريكية، التي يقال إنه يجري التحضير لإقامتها في الجنوب التونسي، غير بعيد عن الحدود مع الجزائر، يثير حفيظة هاته الأخيرة.
هذا الوضع دفع مسؤولين كبار في الدولة الجزائرية إلى عقد اجتماع على وجه السرعة، حضره وزير الخارجية رمطان لعمامرة والكاتب العام للوزارة والمستشارون الدبلوماسيون للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومسؤول عسكري رفيع برتبة جنرال، من أجل تدارس الموضوع وتحديد كيفية الرد على الجانب التونسي في ظل اختيار هذا الأخير صم آذانه عن التحفظات الجزائرية.
وفي هذا الإطار جاءت زيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قبل أكثر من أسبوع، إلى تونس حيث التقى الرئيس الباجي قايد السبسي، ورئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزير الخارجية الطيب بكوش.
رسميا تم تقديم الزيارة داخل الإطار الدبلوماسي الاعتيادي المتعلق بالتنسيق من أجل مواجهة التحديات المرتبطة بالإرهاب والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية، بيد أن المؤشرات توحي، كما يراها البعض، بأن المواضيع الخلافية كانت في صلب الزيارة.
وكذلك ينظر بعض المراقبين إلى الزيارة الأخيرة للشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة المشاركة في الحكومة، حيث اعتبرها البعض محاولة من الغنوشي لاحتواء الأزمة التي كانت تلوح في الأفق بين البلدين.
إقرأ المزيد: كيف تنظر الجزائر لوضع تونس كحليف للناتو؟
هذه الأزمة، تقول صحيفة “المغرب” التونسية، “لم تخفيها الرسائل المتبادلة التي تضمنت عبارات الأخوة والصداقة ولا قرض الـ100 مليون دولار الرئيس الجزائري”.
وجاءت تصريحات نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، لترخي بظلالها على العلاقات بين البلدين بالرغم تنصل المسؤولين التونسيين مما اعتبروها تهجما من قبل ساركوزي، خلال زيارته الأخيرة إلى تونس، على بلادهم.
ما تلفظ به ساركوزي جاء ربما ليؤكد ما يروج له القادة الجزائريون من خطاب رسمي بخصوص كون الجزائر “مستهدفة” من الخارج “وأن هناك دول جوار يقد استخدامها في ذلك”، تضيف صحيفة ”المغرب”.
وجاء تصريح وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية في الحكومة الجزائرية، عبد القادر مساهل، حينما قال إن بلاده قادرة على “مكافحة الإرهاب والتطرف ولا تحتاج إلى قاعدة عسكرية أجنبية”، ليعكس حجم الخلاف التونسي الجزائري.
وتتوقع الصحافة التونسية أن تواصل الجزائر ضغطها لفرض وجهة نظرها على تونس لكي تتناغم سياسة هاته الأخيرة مع ما تراه السياسة الجزائرية مناسبا.