جاءت تصريحات قائد القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال ديفيد رودريغيز، حول الخطر المتنامي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في ليبيا، وقوله بأن بلدان تونس والجزائر والمغرب أصبحت خط الدفاع الأمامي ضد التنظيم، ليطرح تساؤلات بخصوص الدور الذي تريد واشنطن من الدول الثلاثة أن تلعبه في مواجهة “داعش” فوق الرقعة المغاربية.
في تشخيصه للوضع الليبي، قال الجنرال الأمريكي إن عدم قدرة الفرقاء الليبيين على التوافق حول حل سياسي يساهم في تعاظم قوة “داعش” فوق التراب الليبي بسبب غياب حكومة وطنية وجيش وطني قادر على التصدي له.
هذا التشخيص قد يكون محط اتفاق كبير حيث أن العديد من المراقبين يجمعون على أن “داعش” ليبيا استفادت من الفوضى التي تضرب البلاد ومن حالة الاقتتال الحاصل بين معسكري طبرق وطرابلس، حيث استغلت الوضع من أجل التمدد في ليبيا.
بيد أنه مما لا شك فيه أن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في المنطقة العربية، سواء في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، في السنوات الأخيرة ساهم في خلق اضطرابات خطيرة وفرت بيئة خصبة لظهور جماعات مسلحة متطرفة من بينها “داعش” تجد البلدان العربية اليوم نفسها تتحمل تبعات مواجهتها.
فالتدخل العسكري الأمريكي في العراق كان من عوامل ظهور تنظيم “داعش” الذي شكل ضباط الجيش العراقي، الذي أقدمت واشنطن على حله بعد الغزو، نواته الصلبة التي وضعت استراتيجية محكمة لتمدد التنظيم فوق الترابين السوري والعراقي.
أما الاضطرابات التي تعيشها ليبيا فتعود في جزء منها للتدخل العسكري الغربي الذي قادته فرنسا وبريطانيا ودعمته الولايات المتحدة بقوة، حيث سارعت هاته الدول للإطاحة بنظام القذافي قبل أن تتخلى عن مواكبة ليبيا في مرحلة ما بعد العقيد بالرغم من افتقار البلاد للمقومات الضرورية لعبور المرحلة الانتقالية بسلام.
وبالرغم من الخطاب الأمريكي المتواصل بخصوص ضرورة مواجهة “داعش” وقيادتها لتحالف دولي ضد التنظيم يبدو صوريا، لا يتضح أن واشنطن تقوم بما يكفي للتصدي لتنظيم لا تنفك من التحذير من خطورته، بينما على أرض الواقع يدفع الأمريكيون باتجاه أن يتحمل العرب الكلفة المادية والعسكرية والبشرية للمواجهة معه.
في ليبيا ما انفك الاتحاد الأوروبي يؤكد بأن “داعش” أصبحت تشكل خطرا على أوروبا سواء تعلق الأمر بإمكانية شنه لهجمات داخل التراب الأوروبي أو الهجرة السرية القادمة من مناطق يسير عليها التنظيم.
بالرغم من ذلك فإن تاريخ التدخلات الغربية، الأمريكية والأوروبية، في المنطقة العربية لا يقدم إشارات مطمئنة بخصوص جديتها في مواجهة خطر إرهابي تسببت هذه الدول الغربية بشكل كبير في نموه وتمدده.
فهل تريد واشنطن أن تجر دول المغرب الكبير لنفس الفخ وتدفعها لتتحمل الجزء الأكبر في مواجهة مد متطرف لا يقتصر تهديده على تونس والجزائر والمغرب؟
اقرأ أيضا
أليس لجنرالات حكم الجزائر من يُصحِّيهم
إنه إعصارٌ اندلع هُبوبًا على الرُّقعة العربية من هذا العالم، له جذورٌ في “اتفاقيات سايكس بيكو”، ولكنه اشتدَّ مع بداية عشرينات هذا القرن وازداد حدة في غزة، ضد القضية الفلسطينية بتاريخها وجغرافيتها، إلى أن حلَّت عيْنُ الإعصار على سوريا، لتدمير كل مُقوِّمات كيانها. وهو ما تُمارسُه إسرائيل علانية وبكثافة، وسبْق إصرار، نسْفًا للأدوات السيادية العسكرية السورية.
مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
سلط وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الضوء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على إطلاق المغرب والولايات المتحدة لمجموعة الأصدقاء الأممية بشأن الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز وتنسيق الجهود في مجال التعاون الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
الأولى في شمال إفريقيا.. الدارالبيضاء تدخل الشبكة العالمية للقيادة المناخية للمدن
أعلنت جماعة الدار البيضاء عن انضمامها للشبكة العالمية (C40 ) للمدن، وهي مجموعة للقيادة المناخية …