شكلت معارضة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خلية أزمة متخصصة في متابعة الوضع الراهن للحزب والمساهمة في تغييره، كما تم تشكيل كتلة برلمانية موازية للكتلة الحالية، تضم 80 عضوا، احتجاجا على تعيين عمار سعداني، النائب محمد جميعي، خلفا للطاهر خاوة، الذي تسلم منصب الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان.
وقد راعت التشكيلة الحزبية لخلية الأزمة، تموقع المناضلين، حيث يوجد أعضاء من المكتب السياسي السابق، وممن أشرفوا على عقد المؤتمر التاسع للحزب خلال ولاية عبد العزيز بلخادم، وفي مقدمتهم عمار تو، وعبد الرحمان بلعياط ومناضلون آخرون كانوا في المعارضة والحركة التقويمية، وسبق لهم أن خاضوا حرب مواقع خلال الإطاحة ببلخادم، منهم عبد الكريم عبادة، وصالح قوجيل، ومنهم من هم في المؤسسات ومكلفون بمهمة توسيع رقعة المعارضة، ومنهم السيناتور بوعلام جعفر، في مجلس الأمة، ومعاذ بوشارب، بالمجلس الشعبي الوطني.
وتروم الخلية من جهة أخرى إلى جمع نصاب كبير من المنظمين للمعارضة على مستوى البرلمان، وتشكيل كتلة برلمانية موازية للكتلة الحالية، عدد أعضائها 80 نائبا، بعد ارتفاع عدد التوقيعات الأولية التي كانت 45 خلال تشكيلها.
وأوضح القيادي بوعلام جعفر، أن تنصيب الكتلة جاء احتجاجا على عملية التعيين التي قام بها عمار سعداني للنائب محمد جميعي، خلفا لطاهر خاوة، الذي تحصل على حقيبة الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، في التغيير الحكومي الأخير الذي أقدم عليه الرئيس. ومن الحجج التي قدمتها المجموعة هو عدم استشارتها في قرار مثل هذا، علما أن القانون الأساسي للحزب يمنح الأمين العام للحزب الحرية في تعيين رئيس الكتلة دون اللجوء إلى استشارة أعضاء الكتلة البرلمانية باعتباره منصب سيادي.
وستعمل الخلية حسب تعبير بوعلام إلى العودة إلى الخطاب الاجتماعي الذي يعد من أسس الحزب ومبادئه، الذي من شأنه ضروريا لمواجهة رجال المال الذين يسيطرون على الحزب.
وعلاقة بالموضوع وفي تعقيب منه على تنصيب رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني ” الطاهر خاوة” في التعديل الوزاري الاخير ، قال سعداني في لمز لخصومه أنه لا ينسى رجاله الأوفاياء الذين شاركو في “هندسة” صعوده إلى منصب الأمين العام للحزب العتيد كما يتضح جليا بأن للرجل كلمة عند صناع القرار والمؤتمر العاشر المزمع إجراؤه نهاية الشهر الجاري أصبح تحصيل حاصل ولا يوجد أمام خصومه سوى الركون إلى عطلة إجبارية.