خصصت مجلة “ذي إكونومست” البريطانية العريقة مقالا لها حول مفتي ليبيا الصادق الغرياني. المجلة وصفت الغرياني بكونه أحد الشخصيات التي تساهم في تعميق الاستقطاب الحاصل في البلاد، وأنه يمثل سلطة المتشددين الدينيين المتحالفين مع ميليشيات تسعى بدورها إلى الدفع بالقيم الاجتماعية المحافظة في ليبيا.
الغرياني، الذي يظهر مرارا في رسومات الساطور، وهو أحد أبرز رسامي الكاريكاتور في ليبيا، ويعد محط سخرية عدد من متصفحي المواقع الاجتماعية الذين يصفونه بأنه منفصل عن الواقع، يحظى بالمقابل بدعم كبير من قبل مناصريه الذين يتابعون برنامجه التلفزيوني الأسبوعي، تقول المجلة.
وتضيف “ذي إكونومست” أن فتاوى الغرياني المثيرة للجدل تعكس رؤيته لما ينبغي أن تكون عليه ليبيا، بالرغم من أنه أصبح محط هجوم من قبل مجلس النواب الليبي بسبب اتهامه بموالاة تنظيمات مسلحة يعتبرها البرلمان جماعات “إرهابية”، كما أنه كان محط انتقاد من قبل رئيس الحكومة عبد الله الثني الذي طالب بإقالته.
وأضافت المجلة البريطانية أن الغرياني جر عليه الانتقادات بسبب توصيفه للصراع الدائر في بلاده بمفردات الخير والشر، فضلا عن اتهامه بدعم تنظيم أنصار الشريعة الذي تدرجه الولايات المتحدة ضمن قائمة الإرهاب.
وقالت المجلة أنها ليس المرة الأولى التي يتلقى فيها مفتي ليبيا انتقادات من المسؤولين الليبيين، فقد سبق للرجل الذي قام بتعيينه، مصطفى عبد الجليل، الرئيس السابق للمجلس الوطني الانتقالي، أن اتهمه بإذكاء الانقسامات في البلاد.
كما ادعت المجلة أن رئيس الوزراء السابق علي زيدان ذكر أن الغرياني يحتاج إلى “علاج نفسي”، وأنه حتى بعض الإسلاميين المعتدلين يقرون بأن المفتي يبالغ في مواقفه لكنهم لا يستطيعون انتقاده أمام الملأ.