قال الكاتب الأمريكي آرين بايكر، في مقال له بموقع مجلة “تايم” الأمريكية الشهيرة، إن ادعاءات مصر والإمارات العربية المتحدة بكونهما غير مسؤولتين عن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع تابعة لميليشيات إسلامية في ليبيا لا أساس لها من الصحة.
الكاتب اعتبر أن الضربات أتت لتؤكد مخاوف الليبيين بخصوص دخول لاعبين إقليميين على خط الصراع الدائر في البلاد التي تتجه نحو حرب أهلية.
وينقل الكاتب رأي أحد المتخصصين في الشأن الليبي، وهو رونالد بروس ساينت جون، بخصوص تلك الضربات التي يرى فيها مؤشرا على تخوف الدول المجاورة لليبيا على استقرارها بعد سيطرة الكتائب الإسلامية على عدد من المواقع في البلاد، خصوصا في ظل المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
ويرى ساينت جون أنه بالرغم من أن ليبيا لم تصل بعد إلى وضع مماثل للعراق ، “لكن قيام دولة في ليبيا على شكل “داعش” سيجعل كل جيرانها يشعرون بأن الخطر يتهددهم”.
ليس جيران ليبيا وحدهم فقط من يحسون بالخطر على ما يبدو، فحتى الإمارات والسعودية يحسان بالتهديد ويخشيان أن يلهم نجاح الإسلاميين في ليبيا نظرائهم داخل بلديهما من أجل قيادة انتفاضات داخلية.
وقال صاحب المقال أن الدول الإقليمية حاولت التأثير في مجريات الأمور منذ بداية الانتفاضة ضد نظام القذافي، حيث قامت كل من قطر وتركيا، بدعم الإسلاميين في البلاد في حين دعم فاعلون آخرون ميليشيات قبلية. هاته الدول تسعى لأن يكون لها تأثير في القرار الليبي مستقبلا.
ويسرد الكاتب تعليقا للأستاذ جورج جوفي، الباحث في قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بجامعة كامبريدج البريطانية، على الضربات الجوية الأخيرة حيث يقول إن ذللك يعني “أن الحرب بالوكالة أصبحت هي الحرب الفعلية في ليبيا”.
المشكل الكبير في ليبيا، في نظر الكاتب، هو أن أيا من الميليشيات المتحاربة “يحمل هم إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد وتحصين المكتسبات الديمقراطية”. فاللواء خليفة حفتر، الذي حاول انتزاع السلطة بالقوة في ماي الماضي، لا يوحي في نظر آرين بايكر بالثقة.
“كل هذا الاقتتال يتم لدوافع اقتصادية بكل بساطة، وهي السيطرة على شبكات التهريب ومحطات إنتاج النفط والمطارات”، يقول الباحث بمعهد كارنيغي فريديرك ويري، مضيفا أن “الميلشيات ليست مختلفة بالضرورة أيديولوجيا لأن عددا منها تنتظم على شكل مافيات متحالفة مع بعض القبائل والمناطق”.
من جانبه يرى جورج جوفي أنه لو كان الصراع قد استمر محليا كان هناك مجال لإيجاد تسوية له. لكن مع دخول أطراف إقليمية على الخط وتدخلها عسكريا في ليبيا، لم نعد أمام ميليشيات تحارب بعضها البعض، بل أمام دولتين تتواجهان بطريقة غير مباشرة وبالتالي فهما لن تنصتا لما يقوله الليبيون بخصوص المصالحة، وهذا يعني أن الخطر الحقيقي أصبح يتمثل في تحول ليبيا إلى رقعة حرب مفتوحة”.
اقرأ أيضا
الصحراء المغربية.. الولايات المتحدة تجدد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل جدي وموثوق به وواقعي
جددت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، اليوم الجمعة بالرباط، تأكيد دعم …
بعد اجتماعات.. حزب الاستقلال يكشف موعد مجلسه الوطني
أعلن حزب الاستقلال اليوم الجمعة، عن موعد مجلسه الوطني. وأوضح حزب الميزان في بلاغ له …
أصبح مليونيراً دون أن يدري.. البحث عن فائز “يانصيب” مجهول
تقاسم اثنان من حاملي التذاكر المحظوظين، الجائزة الكبرى التي بلغت 5.275.282 جنيهاً إسترلينياً في سحب …