جون أفريك:”صراع الميليشيات يظهر أن الانقسامات بليبيا مزمنة”

قالت مجلة “جون أفريك” الفرنكفونية المعروفة أن المواجهات المسلحة التي تدور بمحيط مطار طرابلس أظهرت إلى بجلاء أن الانقسامات التي تشهدها البلاد بين الأطراف المتصارعة صارت مزمنة.
أمام هذا الوضع يشعر المسؤولون الليبيون أن القوى الدولية الكبرى، خصوصا الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن، لا تصغي لنداءاتهم من أجل الإسراع في التدخل وتأمين المرافق والبنيات التحتية الحيوية في البلاد كالموانئ والحقول النفطية والبنك المركزي قبل أن يفوت الأوان.
بدلا من ذلك، سارعت مختلف الدول إلى إجلاء سفاراتها بطرابلس، وكذلك فعلت الأمم المتحدة التي سحبت 160 من موظفيها، في المقابل استمرت المواجهات الأعنف من نوعها ربما منذ ثورة 2011 في حصد المزيد من الخسائر والبشرية والمادية حيث سقط 47 قتيلا و120 جريحا في أسبوع، وفاقت كلفة الخسائر 1.5 مليار دولار أمريكي.
حرمان ليبيا من مطارها أدخلها في مزيد من العزلة، كما أن “الصراعات الصغيرة” التي تشهدها البلاد، كما وصفتها “جون أفريك”، والتي تعد مرآة للانقسامات القبلية والمناطقية والأيديولوجية السائدة، تمهد الطريق نحو حرب أهلية واسعة بين الإسلاميين ومعارضيهم. حرب تهدد بجلب مزيد من عدم الاستقرار للمنطقة برمتها.
هجوم الميليشيات الإسلامية المسلحة على المطار في نظر محللين ليبيين هو رد فعل على عملية “الكرامة” التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد الإسلاميين، وهو انعكاس كذلك لتداخل مصالح الأطراف السياسية مع قادة الميليشيات والذي يجد تصريفا لها في عمليات مسلحة بين ميليشيات مقربة من تيارات سياسية بعضها محسوب على الإسلاميين وبعضها الآخر على الليبراليين، وهو ما يفسر الصراع القائم بين ميليشيات مصراتة والزنتان.
أمام هذا الوضع يرى بعض المتابعين للشأن الليبية أن ما تعيشه البلاد لن يسفر عن انتصار أي طرف على الآخر، وهو ما يوحي باستمرار الوضع القائم إلى وقت منظور.
فبالرغم من هزيمة الإسلاميين على المستوى السياسي في الانتخابات التشريعية الماضية، يظهر الوضع القائم بجلاء أن قوة السلاح أكبر من قوة صندوق الانتخابات، وهو ما يعني أن ليبيا ماضية إلى مزيد من الاضطرابات وأعمال العنف.

اقرأ أيضا

الحرب على ليبيا في 2011

نواب بريطانيون ينتقدون دور بلادهم في الحرب على ليبيا في 2011

اعتبر نواب بريطانيون بلجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن الحرب على ليبيا في 2011 استندت إلى معلومات مخابراتية خاطئة ما عجل بانهيار ليبيا سياسيا واقتصاديا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *