في غمرة الحديث عن قرب تدخل إيطاليا في ليبيا في إطار الحشد الذي تقوم به الدول الغربية للقيام بمغامرة عسكرية جديدة في هذا البلد الممزق، جاء التوضيح على لسان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.
فقد راجت شائعة مفادها أن إيطاليا على مشارف القيام بتدخل عسكري في مستعمرتها السابقة، وهو ما أكده السفير الأمريكي لدى روما، جون فيليبس، الذي ذهب في تصريحات لصحيفة “كوريير دي لاسيرا” الإيطالية إلى حد القول بأن إيطاليا ستنشر ما قوامه 5 آلاف جندي في ليبيا.
الصحيفة الإيطالية زادت على ما قاله السفير الأمريكي بالحديث عن إيفاد 50 عنصرا للانضمام إلى الوحدات الفرنسية والبريطانية والأمريكية الخاصة المتواجدة فوق التراب الليبي.
إقرأ أيضا:حافظ السبسي ينفي حصول “توريث” داخل “نداء تونس”
من جانبها تحدثت جريدة “لاريبوبليكا” عن كون العملية العسكرية المقبلة في ليبيا هي الأكبر من نوعها منذ 1943، حيث ستتشكل من ما بين 3 آلاف و7 آلاف فرد ستساهم فيها إيطاليا بالثلثين.
الحرب ليست لعبة فيديو
رد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي لم يتأخر حيث نفى في تصريح لقناة Canal 5 ما روجه السفير الأمريكي بخصوص إيفاد 5 آلاف جندي إيطالي إلا ليبيا.
وقال رينزي، “الحرب كلمة رهيبة، إنها ليست لعبة فيديو”، مضيفا، “ما دمت رئيس لمجلس الوزراء، لن تذهب إيطاليا إلى ليبيا من أجل تدخل عسكري بخمسة آلاف رجل”.
بيد أن ماتيو رينزي لم يستبعد تماما فكرة تدخل إيطاليا في ليبيا، حيث أوضح إن بلاده لن تتراجع إلى الوراء إذا ما اقتضت الضرورة القيام بتدخل عسكري، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه بالنظر إلى الوضعية الحالية هذا الخيار ليس مطروحا وأن فكرة إرسال 5 آلاف جندي لا توجد على الطاولة.
عدم تكرار أخطاء الماضي
إمكانية حدوث تدخل عسكري في ليبيا يبقى مرهونا حسب ماتيو رينزي بتحقق شرطين، أولهما تشكل حكومة وحدة وطنية وقيام هاته الأخيرة بالتقدم رسميا بطلب مساعدة دولية في هذا الشأن.
ولم يفت رئيس وزراء إيطاليا أن يحذر من تكرار ما أسماها “أخطاء الماضي”، ويعني بذلك التدخل العسكري الغربي سنة 2011 الذي ساهم في إسقاط نظام القذافي، والذي شاركت فيه إيطاليا كما هو معلوم من خلال وضع قواعدها العسكرية رهن إشارة طائرات الناتو لقصف ليبيا.
“إذا كانت ليبيا اليوم في وضعية صعبة، فذك راجع لأن بعض السياسيين، الفرنسيين وليس الإيطاليين، جاؤوا بفكرة نيرة تقضي بشن تدخل عسكري من دون التفكير في ما بعد. لا يمكن لنا أن نكرر هذا الخطأ”، يقول رينزي.
إلى ذلك، وبالرغم من حديث رئيس الوزراء الإيطالي عن تجنب أخطاء الماضي، يخشى البعض في الغرب من كون التدخل العسكري في ليبيا أصبح مسألة وقت لا غير، ما يعني أن الدول الغربية لم تعي بعد دروس الإطاحة بنظام القذافي عام 2011.