مع بدء العد التنازلي لحلول شهر رمضان الكريم باشرت بيوت الرحمان حملة تنظيف واسعة لاستقبال شهر الصيام والعتق من النار في أجواء روحانية نقية، بعيدا عن التحضيرات المادية التي تكاد تفقد هذا الشهر جوهره الحقيقي.
وفي هذا السّياق تشهد أغلب مساجد الجزائر حركية كثيفة وتجنيدا لمختلف المترددين عليها الذين تطوّعوا من أجل خدمتها وتهيئتها لتكون في أبها حلّتها، ضمن صورة تعكس حقا قيم التكافل والتضامن التي يزخر بها الجزائريون.
الأجواء هي نفسها تقريبا بالنسبة لجميع المساجد تشبه كثيرا حملات تنظيف البيوت التي تدشنها الجزائريات نهاية شهر شعبان من كل سنة، حيث تطوّع رجال ونساء من أجل تنظيف سجاد المساجد وإزالة الغبار من مختلف زواياه وكذا تنظيف الجدران والثريا، كل في الجهة الخاصة به فالرجال تكفلوا بالجناح المخصص لهم أمّا النساء فتجمّعن في جناحهن كل واحدة في مهمة خاصة بها.
“نصيرة.خ” كانت إحدى المتطوّعات في مسجد الينابيع تصف تلك الأجواء بالرائعة فبالإضافة إلى أنها تدّعم رصيدها بفعل الخير -كما تقول- اكتشفت ألفة ومحبة بين الأخوات اللواتي لم يترددن في مد يد المساعدة، حتى أنّ من لم تتمكن من العمل تطوّعت من أجل تحضير الأكل والقهوة والحلويات.
وتضيف نصيرة “اتفقنا مع بعض الأخوات على موعد مسبق لكنّنا لم نكن ننتظر بأن نسبة الاستجابة ستكون بهذه الدرجة فالجميع حضرن وعملن بنية صادقة” واستطعنا بفضل تعاوننا إتمام جميع الأعمال في يوم واحد.
أمّا جناح الرجال فتكفّل به بعض الإخوة المتطوعين الذين عكفوا على تنظيفه، رغم أنّ أغلبهم يجهل قواعد الأشغال المنزلية ويرفضها على الإطلاق، إلاّ أنّ التنظيف في المساجد جعلهم يتنافسون على تدعيم رصيدهم من الحسنات ليبلغ التنافس أشدّه بين من ينظف ومن يقتني الأغراض ومن يتبرع بالتزيين والترقيع والطلاء.
نموذج آخر لصورة مماثلة وجدناها في مسجد آخر بدرارية، حيث تكفّلت بعض الأخوات والإخوة بغسل السّجاد في بيوتهن، بينما عكف آخرون على تنظيف الأرضية وغسل الستائر، وكذلك تهيئة دورات المياه وأماكن الوضوء وإصلاح ما فسد منها.
وبما أن شهر رمضان لهذه السنة تزامن مع فصل الحرارة الشديدة تبرع بعض ميسوري الحال بأجهزة تكييف من أجل ضمان تعبّد المصلين في ظروف جيّدة، ودون مشقّة أو إرهاق، بالإضافة أيضا إلى كتب دينية قيّمة ومصاحف لوضعها في متناول المصلين بعد اطّلاع القائمين على المساجد على محتواها، خوفا كما قال أحد الأئمة من بعض الكتب التي قد تحمل مضامين خطيرة.
ولم يغفل المحسنون أدقّ التفاصيل والأشياء التي قد يحتاجها المصلون، حيث فكّروا في كراسي للمسنين الذين لا يقوون على الوقوف في صلاة التراويح طويلا، بالإضافة إلى سلال توضع فيها نوى التمر أو البقايا الخفيفة، ومبردات لمياه الشرب.
كما عمد البعض الآخر إلى وضع ملصقات بأبواب المسجد ودورات المياه والوضوء، تحث على النظافة وتنبّه إلى ضرورة إغلاق الهواتف النقالة تفاديا لإزعاج المصلين، بينما تحمل أخرى أدعية دخول وخروج المسجد وغيرها من الأدعية.
وفي محيط المساجد حرص الجميع على توفير إنارة جميلة تليق بالمناسبة وتعكس قيمتها الدينية في قلوب الجزائريين.
اقرأ أيضا
المنتدى المغربي الموريتاني يرسم مستقبل تطور العلاقات بين البلدين
أشاد المنتدى المغربي الموريتاني، باللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ …
مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة
شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.
أليس لجنرالات حكم الجزائر من يُصحِّيهم
إنه إعصارٌ اندلع هُبوبًا على الرُّقعة العربية من هذا العالم، له جذورٌ في “اتفاقيات سايكس بيكو”، ولكنه اشتدَّ مع بداية عشرينات هذا القرن وازداد حدة في غزة، ضد القضية الفلسطينية بتاريخها وجغرافيتها، إلى أن حلَّت عيْنُ الإعصار على سوريا، لتدمير كل مُقوِّمات كيانها. وهو ما تُمارسُه إسرائيل علانية وبكثافة، وسبْق إصرار، نسْفًا للأدوات السيادية العسكرية السورية.